عبد الله آل هتيلة مسؤول في صحيفة عكاظ السعودية التي تصدر من جدة، وتنتهج خطأً مسفاً ضمن إعلام موجه يعمل تحت أنظار القيادة السعودية، جاء بتوصيف لا يقبله العقل في معرض تعليقه على مؤتمرٍ يُعنى باليمن وقضايا أخرى ذات صلة بالسعودية، وتنظمه جامعة جورج تاون الكاثوليكية، وناشطون في اليسار الأمريكي، وتشارك توكل كرمان في تنظيمه.
آل هتيلة وصف الناشطة السياسية والحقوقية العالمية توكل كرمان بأنها "عجوز شمطاء" واتهم "الإخوان المسلمين" وزاد أن وصفهم بالإرهابيين بالوقوف وراء المؤتمر جنباً إلى جنب مع سياسيين إسرائيليين!.
المشاركون اليمنيون في هذا المؤتمر غالبيتهم العظمى إما مستقلون أو ينتمون لأحزاب غير إسلامية، وعرفوا بمواقفهم الراديكالية إزاء السلوك العبثي للتحالف في وطنهم، ولهذا سيقولون كلاماً له علاقة بالمصلحة العليا لليمن، لن يسطرون شكوى بالتحالف، بل سيشخصون الوضع ويقدمون أفكاراً تعمدت السعودية والإمارات حجبها عن صانع القرار الأمريكي والدولي بشأن ما تريد الأغلبية العظمى من اليمنيين أن تفضي إليه الحرب المفروضة على بلدهم.
أمريكا على كل لا تحتاج إلى من يعرفها بأبعاد الأزمة والحرب في بلدنا، فقد كانت طرفاً رئيسياً في وصول اليمن إلى هذا الوضع المأساوي، وتقريباً هي من جعل الحوثيين طرفاً مؤثراً وأشعلت ضوءً أخضرَ لبقية الدول لكي تتعاطى مع هذا الطرف الطائفي المنبوذ كطرف أصيل يتعين القبول بمطالبه.
استثمرت السعودية كثيراً في إحداث هذا الفراغ السياسي في المجال الذي تشغله الشرعية، وتعمدت إضعاف الشرعية بكل الوسائل بما في ذلك القوة العسكرية للميلشيات الانفصالية.
لذلك يخشى السعوديون من أن يقوم طرفٌ ما بملء هذا الفراغ واستحقاق التمثيل الوطني لليمنيين الرافضين للميلشيات والسلوك العبثي للتحالف.
وهنا يمكن فهم لماذا غرد آل هتيلة بهذه اللغة المسفة، وأعاد الكرة مرة أخرى إلى مرمى "الإخوان المسلمين"، فما من طرف آخر يمكن أن يخبئ خلفه هؤلاء خدعهم وخياناتهم التي تجر المنطقة برمتها إلى الضياع.