السلام أحد أسماء الله الحسنى وأحد أركانات الديانات السماوية والمذاهب الأخلاقية التي تعتبر الإنسان غاية قصوى.
السلام الحقيقي هو السلام الذي استمد زخمه من تجذر رواده وأبطاله في المكان هم وحدهم المعترفون بالحياة التّشاركية مع الآخرين وهم وحدهم الأقوياء بدينهم وسنتهم المحمدية وإيمانهم القوي بعدالة ما يقاتلون من أجله وبمبادئهم وثوابتهم لأنهم الساعون دائما من أجل السلام العادل والشامل .
وما حقيقة نهج المقاومة الشعبية والشرعية والجيش الوطني بكل الأطياف الحرة المقاومة منذ نشوئها وحتى الآن سوى النّضال والتضحية والمقاومة في سبيل تحقيق السلام الذي لن يتحقق إلا على أيدي هؤلاء الأبطال دعاة السلام الحقيقي وحاملين الخير ومشروع الحياة لكافة أبناء الشعب اليمني .
ونحن دعاة سلام ولسنا دعاة حرب ويعلم العالم أجمع من هم دعاة الحرب والشر ومن هم المعتدين ومن هم من قاموا بالانقلاب فلا داعي لخلط الأوراق ونرحب بالسلام الذي يمكن الشرعية من استعادة الدولة وفي نفس الوقت نرفض السلام الذي يشرعن الانقلاب ويمنحه السيطرة على الدولة وهذا السلام ليس له أي معنى غير الاستسلام.
نرحب بالسلام وفق مبادرات مؤتمر الحوار الوطني ووفق بنود المفاوضات والاتفاقيات الأخرى التي جرت وانقلب عليها الحوثيون ورفضوا بنودها وقراراتها فمن حقنا الرفض لأي سلام يكون بصيغة الركوع والخضوع والاستسلام.
أما الاستسلام الذي ما هو بالأصل إلا مفردة كانت ملازمة للحروب والمعارك عندما كان يقول فيها المنتصر كلمته ليتقدم الخاسر تحت راية بيضاء معترفا بالهزيمة وصونا لما تبقّى من الأرواح والإمكانيات ليكون ذلك حالة مستساغة على مضض .
على عكس الاستسلام الطوعي المرغوب من أصحابه والذي يخفي حطة المؤامرة إضافة إلى الخنوع وطأطأة الرأس أمام العدو ومن يناصره والاندحار أمام أطماعه أنه استسلام انهزامي مذل عسكريا كان أم سياسيا وهو ما يحدث اليوم من مفاوضات مع الحوثيون من قبل السعودية والتحالف تحت مسمى الدعوة لإحلال السلام وإنهاء الحرب .
هنا تنفضح حقيقة الاستسلام الذي مكن الحوثيون من التفاوض مع السعودية والتحالف هذا الاستسلام المخزي من قبل التحالف والسعودية لمليشيات انقلابية يمنحها المزيد من التوحش والجبروت ويكون مشجع لها لممارسة المزيد من حالات القمع والإرهاب ضد أبناء الشعب اليمني لفرض حكمها الشمولي الاستبدادي برعاية ومباركة من السعودية والتحالف تحت مسمى السلام الاستسلام.
ما يحدث من مفاوضات السعودية والتحالف مع المليشيا الحوثية الإيرانية هو استسلام برعاية أممية عالمية مخطط له عسكريا سياسيا وديموغرافيا ترضي إيران وتعامل ميليشياتها كطفل مدلل تحقق له كل رغباته ومتطلباته .