ونحن نعيش الذكرى الثانية عشرة للثورة الشبابية الشعبية السلمية في الـ11 من فبراير 2011م، بخروج معظم أبناء الشعب اليمني من خلال هذه الثورة التي كان يحكمها النهج السلمي كثورة يمنية جمهورية بامتياز لتخليص الشعب اليمني من ويلات الفساد، والتوريث العائلي لنظام الحكم حينئذ، حيث قدم الأحرار من أبناء هذا الشعب اليمني أغلى ما يملكون للخلاص من الفساد القائم، وها هي الثورة السبتمبرية تتجدد في مواجهة الحكم الإمامي السلالي البغيض الذي تتبناه المليشيا الحوثية الإرهابية .
فذكرى ثورة فبراير مناسبة وطنية لتوحيد كل قوى الصف الجمهوري في مواجهة الإستبداد الكهنوتي الرجعي، فهي لم تخرج عن أهداف ثورة الـ26 من سبتمبر، بل امتداد لها، أحدثكم كأحد شباب هذه الثورة التي شاركنا فيها منذ بدايتها حيث أنها كانت تحوي كل فئات الشعب اليمني بكل توجهاتهم السياسية، والفكرية منذ بدايتها، وأنها لم تكن ضد فئة بعينها كما يصورها البعض للأسف الشديد على أنها نكبة فليست كذلك إلا في العقول المنكوبة، وأن الحوثي شارك فيها لكنها كانت مشاركة سلمية، لا يحمل في يده حتى سكيناً بفضل الله تعالى، ثم بفضل اللجنة التنظيمية لهذه الثورة، وأن معظم شبابها هم الآن في جبهات الجمهورية ضد البغاة الحوثيين .
ولأن هناك مغالطة وتدليس من بعض معدومي الثقافة، بحيث يصورون ما يمر به الوطن الجمهوري الآن من أحداث جراء انقلاب الميليشيا الحوثية الإرهابية، أن سبب هذا الوضع هي ثورة فبراير، لا وألف لا، فما نحن فيه الآن هي ثمار انقلاب الـ21 من سبتمبر 2014م، والسيطرة على مؤسسات الدولة بقوة السلاح، وثورة فبراير كانت حلم كل يمني بعودة الاستقرار، والحرية إلى كل ربوع الوطن، وقد أثمرت هذه الثورة حلول سياسية، واقتصادية وهذه أدلتي على ذلك :
* الدليل الأول: تمثلت هذه الثورة بالتوافق الوطني لكل القوى السياسية بما فيها المبادرة الخليجية، وأليتها التنفيذية المزمنة، وانتخاب الرئيس السابق المشير الركن / عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية .
* الدليل الثاني: مخرجات الحوار الوطني الشامل، وقيام دولة اتحادية، بخلاف ما قامت به المليشيا الحوثية الإرهابية من عدوان همجي، واعتداء سافر، وانقلاب غادر على كل مؤسسات الدولة بالعاصمة صنعاء من العام 2014 م .
الدليل الثالث: بعيداً عن الصراعات، والانتقام حاولت هذه الثورة إيجاد الحصانة لقيادة النظام الأسبق من المحاكمة، لكن الغباء والفجور في الخصومة مكنت العدو الحوثي من الانقلاب والسيطرة على البلاد بقوة السلاح .
الدليل الرابع: أن من ثمار ثورة فبراير: هو اختيار أحد قياداتها رئيساً للوزراء المتمثل بالأستاذ / محمد سالم باسندوة، وإيجاد عشرات الآلاف من الوظائف الحكومية للمعلمين وغيرهم .
الدليل الخامس: أن من ثمار ثورة فبراير: أنها ضمنت نصف مقاعد الحكومة اليمنية للنظام الأسبق، وبدأت في لم الصف الوطني الجمهوري ابتداءً بمؤتمر الحوار الوطني لكل القوى، لكن الفجور في الخصومة قلب الطاولة علينا جميعاً .
الدليل السادس: لأن الثورة الشبابية الشعبية السلمية هي ثورة لكل أبناء الشعب اليمني سمحت للعدو الحوثي بالمشاركة فيها، لكنها كانت مشاركة سلمية، ولم يسمح له يحمل على كتفيه حتى سكيناً، وكنا شهود على ذلك، ولا تصدقوا للأسطوانة المشروخة التي تتحدث عن مشاركة هذا الإمامي في هذه الثورة .