هل من الصعب على الله أن يجعل ابن النبي نوح، أو زوجته، أو زوجة النبي لوط، أو والد النبي إبراهيم من المؤمنين؟!
أو أن يجعل إخوة النبي يوسف من أول وهلة من المؤمنين الصالحين؟!
وهل يثقل عليه أن يجعل أبا لهب عم النبي محمد من المؤمنين
الطائعين..؟!
لا يؤوده شيء سبحانه ولا يصعب عليه شيء في الأرض ولا في السماء، قلوبهم بيده ولو شاء لجعلها مليئة بالإيمان، لكنه تركهم وما يشأون!!
كانت معارضة هؤلاء الأقارب للأنبياء معارضة وقحة ومؤلمة وما كان الله ليعجزه أن يطفئ نار معارضتهم لكنه تركهم وما يشأون!!
مقت هؤلاء الأقارب في القرآن وشَّهَرَ بهم، وما سكت عنهم أو أخفى معارضتهم مراعاة لمكانة الأنبياء؟!!
بل ذهب القرآن إلى أبعد من ذلك فعاتب الأنبياء أنفسهم وعلى الملأ، وخلد هذا العتاب في الكتاب إلى يوم الحساب، عندما أخذتهم العاطفة نحو أقاربهم هؤلاء.
ويمكن أن نلخص وضع أقارب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فنقول:
▪︎لم يهبهم الله الهداية!!
▪︎تركهم في معارضتهم يبلغون حد الوقاحة!!
▪︎شَّهر بهم ومقت سوء أفعالهم!! وكان واضحًا في تسميتهم وتحديد أعيانهم.
▪︎عاتب الأنبياء عندما رقَّت عواطفهم نحوهم ولم يجاملهم!!
إذا لماذا كل هذا؟!
كل ذلك والله أعلم وأحكم، ليربطنا بالحق وليس بالتمحور حول الخَلْق... من أجل أن نسير مع الدين وليس وراء سلالات وبيوتات، ونحول رسالة السماء إلى مشجَّر وعائلات، وشركة قابضة.
لا قرين، ولا عَلم، ولا ملالي، ولا سفينة، ولا ناطق باسم الله أو باسم الرسول.. إنما نبوة وكتاب وسنة.
إنه دين سماوي للعالمين كلهم وهو أسمى وأصفى وأنقى وأزكى من أن نربطه بصاحب ضحيان أو لبنان أو طهران .
إنه رسول رب العالمين للناس أجمعين لا زعيم أسرة ولا رب عائلة جاء يورثهم قياده أو يمنحهم زعامة .
(مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا).