الصين تخوض معركتها للبقاء كقوة اقتصادية عالمية، تنافس بشرف وقوة، تأمين طريق تحركاتها التجارية، وإيران شريك مهم للصين، ولا مجال للسعودية اليوم إلا الانفتاح مع الشرق والصين، والتخلص من الضغوطات الغربية والابتزاز، وما هو مطلوب منها من تغييرات ملحة، قد لا يحمد عقباها، وتحدث تفجر داخلي لمجتمعها الإسلامي المحافظ، يضع السلطة والمملكة على المحك.
وماذا نريد نحن في اليمن؟!
هل سنكون النقطة الأضعف في هذا الاتفاق، وننقسم بين النفوذ الإقليمي، إيران والسعودية!
خاصة وأن تسع سنوات من الحرب، إعادة تمكين أدوات رخيصة، مرتهنة وتابعة للنفوذ الإقليمي، وتم تقليم أظافر السيادة والإرادة اليمنية، من قوى ثورية خرجت في 2011م تطالب بتحرير اليمن شماله وجنوبه من الارتهان الخارجي، وقوى أن قبلت العمل مع حزب السلطة، هي اليوم في دائرة الرفض للارتهان الرخيص للخارج، وتقف مع دولة السيادة والإرادة اليمنية.
من المؤكد اليوم أن الحرب تضع أوزارها، يبقى السؤال لصالح من؟
من خلال خطاب لهيئة التشاور والمصالحة، نرى أن السعودية تضغط بأدواتها في اليمن على أدوات إيران، تؤكد مقدرتها على تقوية صف الشرعية المهلهل، وتحاول أن تصحح كل الإخفاقات التي أحدثتها شريكتها الإمارات.
خطاب رئيس مجلس الرئاسة، وهيئة التشاور والمصالحة، واللغة العقلانية التي استخدمت، والترويج لأهمية الشراكة والمواطنة المتساوية، ووحدة اليمن وسلامة أراضيه، اقترن بإسقاط العقوبات على ولي عهد النظام السابق، هو خطاب موجه للشعب الثائر وهو في حالة إنهاك اليوم، القبول بفكرة إصلاح النظام، من خلال عودة رموز التبعية والارتهان، مع إصلاحات مقبولة.
أي أننا سنبقى في اليمن رهن الاتفاقات الإقليمية والعربية والدولية، التي تعيد ترتيب الوصايا على البلد، ونقبل بتهدئة، يتم دفن نار الفتن تحت رماد الحرب، حتى يأتي يوم، رجالا همهم اليمن، يعيدون له مجده، من خلال تفعيل مقومات البلد الغني بموارده ومقوماته، وموقعه الاستراتيجي، ويستعيد كل شبر استقطع طمعا، وشرعته الاتفاقيات المجحفة، التي وقعتها الأيادي المرتجفة والمتسخة بالعمالة والارتهان على مر تاريخ بؤس اليمن.
الصين لا ترى في السعودية وإيران غير سوق لمنتجاتها، ولا تستطيع حل الخلاف العقائدي، لن تتنازل إيران عن الإمامة والحق الإلهي، ولن تتنازل السعودية عن الخلافة، وحق الأسرة في الحكم، أي نستبعد أي حكم رشيد، واي ترشيد للسلطة والعلاقات الاجتماعية ومع الجوار، وإنهاء ثار علي والحسين وعمر (رضي الله عنهما).
وبالتالي لن تنتهي الخلافات العقائدية التي تغذي الحروب والصراعات، وتقدم مبررات انتهاك أعراض الآخرين، خاصة وأن تسع سنوات من الحرب عمقت هوة الوعي، ودمرت النسيج، وعززت الفجوة، وإعادة تشكيل أدوات الصراع والخلاف وتمكينها بالقوة والمهارة والدعم الإقليمي والدولي، أي أن اليمن مفخخ يمكن أن ينفجر بقوة في أي وقت، ما لم يتم تفكيك كل تلك الفخاخ، وصحوة شعبية ونخبوية، وندعو الله السلامة والعودة لجادة الصواب، والله على كل شيء قدير.
* يمن مونيتور