تأمين إمدادات الطاقة في منطقتنا ضرورة للصين كمشتري، كما هي للسعودية وإيران كبائعين، المستفيد من تهديدها هي أمريكا وقد صارت منتجة، ومنافسة على سوق النفط والغاز كبائع لا كمشتري.
فاعتماد الصين كليا على النفط والغاز الروسي خطر سياسيا، والأخطر منه هو الذهاب لتأمينهما من أمريكا، وبالتالي فإن النفط الخليجي مسألة حيوية بالنسبة للصين، وهي تستورد أكثر من 60 في المئة من حاجتها النفطية من المنطقة.
فالخطة الأمريكية لتحجيم الصين تبدأ من تهديد إمداداتها للطاقة في الخليج، وهذا ما كانت تعمل عليه أمريكا من خلال إطلاق الأذرع الإيرانية في المنطقة، من خلال الاتفاق النووي الذي أنجزه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ، والذي انتهى إلى تحقيق هذه الغاية باستهداف المنشآت النفطية السعودية، في الوقت الذي سحبت فيه أمريكا بطاريات الباتريوت منها.
وفي ظني فإن الاتفاق الصيني الإيراني السعودي يأتي لتحقيق هذه الغاية، وهي الحد من تأثير الصراعات المحلية بين السعودية وإيران وأذرعها على إمدادات الطاقة، إلا أنه وهو يحاصر الصراعات قد لا يستطيع حلها، ما لم تعمل أمريكا كمنافس على تغذيتها، وبالتالي أتوقع تقاربا أمريكيا مع الحوثي لإبقائه خطرا على السعودية، وبالتالي كخطر على مصالح الصين فيها.
فقد كان أول قرار لبايدن كرئيس هو رفع الحوثي من قائمة الإرهاب. فالحوثي ما يزال يحتل الأهمية ذاتها بالنسبة لأمريكا سواء بإطلاق يده في الاتفاق النووي الإيراني في عهد اوباما، أو في إبقائه امتحانا جديا أمام فاعلية الاتفاق الصيني الأخير...