قضيتنا واضحة تفرضها تجارب تاريخية، ومعاناة يمنية ضد العنصرية، وإيمان عميق بوطن لكل أبنائه، سواسية في ظل دولة وقانون.
وسندور حيث دارت قضيتنا، ولن تتغير مواقفنا الحاسمة ضد العنصرية والسلالية، فنحن نعرف جيدا من نواجه، ونفهم تمام الفهم أن الحوثية مشروع حرب، مهما راوغت بوهم السلام.
قد نخوض تجربة جديدة، فرضتها إرادات دولية لا تفهم سردية الصراع في اليمن، وتتغافل عن طبيعة جماعة ليس في قاموسها كلمة السلام، ولا تفهمها إلا في إطار مكاسبها.
تجربة خضناها مع الإرهاب الحوثي 150 مرة، لعلنا نتعلم هذه المرة، وتتوحد جهودنا بعدها لمواجهة العنصرية في أبشع تجلياتها، مع أن تجريب المجرب بلاهة، وتكرار الأخطاء بعض من غباء.
سيكتشف العالم، مع أنه يعلم، أن السلام مع جماعة عنصرية إرهابية وهم، وأنه يضاعف معاناة اليمنيين، ويسوق لهم سلاما زائفا، لن تكون نتائجه إلا إطالة للازمة، وترحيل لمشكلة ستكون أكثر تعقيدا ودموية.
من يظن أن اليمنيين سيتعاملون مع وضع يتسيد فيه الإرهاب والتطييف ، ويتحكم به سلاح عنصري، لا يفهم طبيعة الشعب اليمني، ولا يدرك أن الكرامة بالنسبة له شرط لا يمكن التنازل عنه.
ومن يسوق لتخلي الحوثية الإرهابية عن عنصريتها، وتحولها إلى مسار سياسي تشاركي ديموقراطي، يتحول فيه السيئ إلى مواطن، والسلالة إلى جزء من ترتيبات حل طبيعي، عليه أن يراجع التاريخ القريب والبعيد، وأن يقدم إجابات لأسئلة ملحة، ليس أقلها:
هل سيقبل السيئ العلم أن تحكم الدولة؟ وهل سيتخلى الإرهاب عن سلاحه؟ ويتراجع عما أحدثه من تجريف وتخريب وتطييف ؟ والأهم أن يراجع عقله.
الهروب من الإجابات المنطقية لأسئلة اللحظة، ومحاولة تقديم رؤى مطلقة بلا أساس، تستند إلى العاطفة المجردة، أو المصلحة الآنية الذاتية، لا تساعد في قراءة واقعية للمشهد، ولن تحقق سلاما عادلا ودائما ومستقرا في اليمن.
ليس جديدا التأكيد على أن السلام في اليمن مطلب إنساني جمعي، لكن الحقائق والوقائع والتجارب تؤكد أيضا، أنه لا سلام مع أي مشاريع قائمة على العدوان والحرب، ولا هدنة أو تعايش مع العنصرية.
قد يقبل أصحاب القرار بأي هدن مرحلية نعرف بأنها ستنتهي بنكسة جديدة لعلمنا بسياسة الحوثي في التعامل مع الهدن ومفاوضات السلام.
لكن إن كان ولا بد من هذه الاتفاقيات التي تعطي الحوثي فرصة لاستعادة أنفاسه، فيجب علينا الإعداد للمعركة الوجودية التي سيشعلها الحوثي في قادم الأيام. فالأحرار في هذا البلد لن يفرطوا ببلادهم وكرامتهم.