عن السيدة عائشة - رضي الله عنها – قلت يا رسول الله أرأيت إن علمتُ أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني)
ربما لو كنتُ مكان السيدة عائشة وأنا أنتظر إجابة هذا السؤال لكانت مخيلتي ضجّت بالأدعية والأمنيات والأذكار والرغبات، لربما كنت أستمع إلى الإجابة وأنا ممسكة بورقة وقلم منتظرة قائمة الأدعية التي سيعلمني الرسول إياها لأدعو بها حين أعلم أن هذه ليلة القدر.. كنت أتخيل كثيرًا من الإجابات والأدعية والأمنيات والرغبات..
لكن الإجابة كانت هذا السطر فقط.. هذه هي رغبة المسلم الحقيقية الأولى التي يتوصل إليها بعد رحلة من تحرير نفسه من الرغبات والشهوات والمعاصي..
هذا الحديث منهج متكامل عن أهم عبادة في رمضان.. عبادة الدعاء؛ الذي يقول عنه الرسول في حديث آخر " الدعاء هو العبادة" هذا التعريف يجعلنا ندرك أهمية الدعاء وأهمية معرفة آدابه وكيفيته أيضًا.
هذا الحديث جدير بأن يكون أمام أنظارنا منذ بداية الأواخر حتى آخرها لنتعلم كل مرة ماذا يجب علينا أن نقول إن حانت ساعة الإجابة ونسأل أنفسنا هل هذا حقًا ما نريده من الله!
هل سنعتبر هذا الدعاء مكسبًا لو صادف ساعة إجابة..!
هل نملك هذا الإيمان الذي يجعلنا نتوق للعفو لا لشيء آخر سواه..!
هل نستطيع معرفة أنفسنا للدرجة التي تمكننا من أن ننسلَّ من رغباتنا وأهوائنا لنرجو عفو الله ورحمته ونشعر بالرضا والغنى..!