الوحدة قيمة اجتماعية وحضارية، وأخطاء البعض في التعامل معها لا ينقص من مكانتها وسموها وقيمتها.
اليمن تاريخيا كانت موحدة وإن حدثت فترات ضعف وتفكك للوحدة فإنها تعود إلى وحدتها ولقد ناضل الأجداد الثوار الأحرار في كل اليمن من أجل الوحدة.
وتوحدت اليمن في ٢٢مايو ١٩٩٠م بقرار وقناعة قيادة الشمال والجنوب ووقف الشعب كله مع هذه الوحدة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.
وحدة قامت على الديمقراطية والتعددية السياسية والحرية والكرامة.
وإذا حدثت هناك أخطاء من قبل البعض في تحقيق أهداف الوحدة والانحراف عنها فلا يعني هذا انتقاص من قيمة الوحدة ولكن الحل هو تصحيح هذه الأخطاء والممارسات التي حدثت.
فالوحدة للشعب اليمني هي ضميره، وروحه وعمقه التاريخي وهي ثقافته وحياته وتقدمه وحضارته.
ولقد كانت مخرجات الحوار الوطني التي وضعت النقاط على الحروف في القضية اليمنية وحددت شكل الدولة اليمنية الجمهورية الاتحادية بعدة أقاليم وإنهاء مركزية السلطة.
ولذلك هناك من تآمر على هذه المخرجات.
والتوافق الوطني بإجهاضها من خلال انقلاب سبتمبر ٢٠١٤م والذي هدف لإيقاف، عجلة التحرك نحو تحقيق الدولة الاتحادية لتنفيذ رغبات من لا يريد لليمن الخير والتقدم والازدهار من القوى الإقليمية والدولية ولابد من العمل بما ورد في المرجعيات الثلاث لحل القضية اليمنية والخروج بها إلى بر الأمان
ولا يمكن للشعب اليمني أن يقبل بالعودة إلى ما قبل ثورة سبتمر١٩٦٢م حكم الإمامة الكهنوتي المتخلف ولا إلى ما قبل الوحدة ٢٢مايو١٩٩٠م ...والشعب اليمني مجمع بأن هناك أخطاء تمت بعد الوحدة ولابد من معالجة هذه الأخطاء من خلال مخرجات الحوار الوطني والمرجعيات الأخرى...
وعلى الصف الجمهوري الوطني اليوم لكي يحافظ على الوحدة أن يوحد صفوفه نحو العدو الذي يريد تغيير الهوية وتعبيد الشعب اليمني للفكر الحوثي السلالي العنصري الفارسي المتخلف والذي شعاره "أحكمكم أو أقتلكم.. أنا أو الدمار". هذا الفكر الذي ثار عليه الشعب اليمني حتى انتصر عليه بثورة سبتمبر....
على القوى السياسية الثورية الجمهورية الوحدوية الوطنية اليوم أن ترتقي إلى مستوى الواجب الوطني والفعل العملي بوحدة الصف والموقف، ضد المشاريع المشبوهة التمزيقية وضد القوى المتربصة باليمن لانتهاك سيادته، وتمزيق وحدته ونسيجه الاجتماعي وإضعاف دوره المحلي والإقليمي.
وإن المشاريع المشبوه اليوم التي تسعى لتمزيق اليمن هي نفسها تسعى لتمزيق دول المنطقة العربية ...
وأخيرا فالوحدة وحدة شعب مهما اختلف الحكام....
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون....)