يحتفل الشعب اليمني اليوم بذكرى عيد الوحدة اليمنية الثاني والعشرين من مايو، وهو اليوم الذي وحد شمال وجنوب اليمن عام 1990، ويأتي هذا الاحتفال في ظل تحديات وصعوبات كبيرة تواجه اليمن، بما في ذلك الحرب الدائرة في عدة محافظات، وتداعيات انفصال الجنوب ومطالبات العديد من الجهات بفصل الشمال عن الجنوب.
ومن أجل فهم أهمية هذا اليوم يجب التعرف على جهود الشيخ أحمد علي مفتاح، الذي كان يعد حريصًا على الدفاع عن كرامة الشعب اليمني وحقوقه، بالإضافة إلى دوره الوطني والنضالي الذي لعبه طيلة سنوات حياته
وبهذه المناسبة الوطنية لعيد الوحدة اليمنية والتي يحتفل بها شعبنا العظيم، لا يمكن لنا أن نتجاهل في هذا اليوم عظمة الدور الذي قام به الشيخ أحمد علي مفتاح في الحفاظ على صمود شعبنا وحفظ كرامته وحقوقه، فقد كان الشيخ أحمد علي مفتاح رجلًا مناضلاً مخلصًا لوطنه وشعبه، وكان قدوة للكثيرين من الشباب اليمنيين الأحرار. ولأنه كان فارس الأعياد الوطنية اليمنية فهو كان عمودها الذي لا تدرك قيمته إلا عندما يغيب، فلقد كانت مسيرة هذا البطل مليئة بالنضال والكفاح من أجل تحرير اليمن والدفاع عن كرامة شعبه.
كان الشيخ أحمد علي مفتاح يعيش بكل فخر واعتزاز قّيم الحرية والعدالة والكرامة، وقد عانى الكثير من الصعوبات والمحن على مدى حياته وهي كانت كنتيجة لرفضه التنازل عن الحقوق العادلة لأبناء وطنه. ولكن على الرغم من كل تلك المحن، فإن الشيخ أحمد علي مفتاح قد استمر في النضال والكفاح من أجل إنهاء الظلم والاستبداد وتحقيق الحرية والكرامة لأبناء وطنه. وها هو اليوم يريح في الثرى كأسطورة حية في تاريخ اليمن المشرِّف بعد حياة حافلة بالعطاء والوطنية.
كان الشيخ أحمد مفتاح رجلًا مؤمنًا بالله والدين وبالوطن وكان رمزًا للثبات في الأوقات الصعبة، ودعامة لصون المبادئ والقيم الوطنية. وكان يحث الشباب على الوحدة والتضحية لأجل تحقيق الأهداف الوطنية.
يشتمل تراث الشيخ أحمد علي مفتاح على العديد من الإنجازات المهمة في مجالات مختلفة فلقد كان سياسيا بارزًا، وقائداً مخلصًا، وشخصية ثقافية بارزة وقد قدم إسهامات كثيرة لتحقيق الأهداف الوطنية.
كان الشيخ أحمد علي مفتاح من أهم الممثلين للمرجعية القبلية في اليمن، إذ كان يعتبر أحد أهم الشيوخ السياسيين في بلاده. وكان يتحدث بلغة الحق والواقعية، ويعمل بجدية على تحقيق الأهداف الوطنية في اليمن.
كان الشيخ أحمد مفتاح يحث في خطاباته المتعددة، الشباب على تحقيق الوحدة والتماسك، كما كان يدعو إلى التركيز على المصالح المشتركة، بدلاً من التفرقة والتفريق. ولقد خاض الشيخ أحمد علي مفتاح معارك شرسة لتحقيق ذلك، وكان دائمًا يدافع عن الحق والعدل. وعن المكتسبات الوطنية.
واليوم يدعونا تراث الشيخ أحمد علي مفتاح، رحمه الله، للاستمرار في مسيرة النضال الوطني وتحقيق الوحدة في اليمن. ويذكّرنا دوره بأن اليمنيين يجب أن يعملوا بجدية لحماية مكتسبات الوطن، والحفاظ على الوحدة الوطنية، وزرع السلم والاستقرار والرفاهية للجميع. وعندما نتذكر الشيخ أحمد مفتاح، سنتذكر دائمًا دوره الوطني والسياسي والاجتماعي الثقافي.
رحم الله الشيخ أحمد علي مفتاح، الذي كان يعد رمزًا للوطنية والشجاعة والاستقامة في اليمن. كما كانت مسيرته الحافلة بالانتماء للوطن وحب النضال من أجل الحرية والكرامة.
واليوم هذه الذكرى الوطنية تضيف لنكهة الأعياد الوطنية اليمنية على أنه كان فارسها وعمودها، الذي تجلى فيه معاني الصمود والثبات أمام كل المحن والصعاب التي مر بها اليمن. لذلك نتذكره بكل فخر واعتزاز في هذه المناسبة الوطنية، ونتمنى أن تزدهي بلادنا بالعز والشموخ بمثل هذا الرمز الوطني الذي سطر تاريخاً مشرفاً للجميع. وكما قال الشاعر:
لا يحِل من بعدكَ الحُلمُ أعظَمْ،
فَأنتَ العمودُ الذي يُلتفُّ حَولَهُ الأَمْلُ
رحم الله الشيخ أحمد علي مفتاح وجعل مسيرته وتضحياته التي قدمها في سبيل حرية شعبنا وكرامته نبراسًا يضيء من يوم لآخر طريق العزة والاستقرار.
دعونا نحمل النضال والكفاح والثورة في قلوبنا، ونؤمن بأن العدالة والحرية والكرامة ستنتصر في النهاية، وأن شعبنا سيحقق النصر الذي يستحقه ويتطلع إليه. لان رفع راية العدالة والحرية لم يعد خيارًا بل هي حق لكل شعب وأمة، ومن يمرضون من الذهن الضعيف ويعانون من أمراض نفسية وفكرية يجب أن يعالجوا.
فلنحتفل بالعيد الوطني اليوم بهذا الروح الوطنية العالية والشجاعة العظيمة، ولنحمل قيم النضال والكفاح للحرية والعدالة في قلوبنا، تخليداً لذكرى الشيخ أحمد علي مفتاح الذي كرّس حياته كفدائي لوطنه.
رحم الله الشيخ أحمد مفتاح وأسكنه فسيح جناته، وجعل زوار قبره بخير وإخلاص ووفاء، آمين.