;
علي أحمد العِمراني
علي أحمد العِمراني

استمرار الزيف في دعوى الولاية 562

2023-07-06 19:44:42

الحوثيون أبشع نسخة للإمامة العنصرية المتخلفة عبر العصور، وما تسبب فيه الحوثيون لليمن واليمنيين عبر حرب التسع سنوات، أو في الحقيقة، عبر حرب العشرين عاماً، شاهد على بشاعة عقيدة الإمامة وفاشيتها وخطرها على اليمن.

shape3

الإمامة كفكرة ونظرية حكم عنصرية، ونظام حكم مثير للاضطراب والفوضى بصفة دائمة، هي سبب معاناة اليمن وتراجعها في الاستقرار والحضارة والريادة منذ ألف عام .

 النظام الجمهوري الذي فداه أحرار اليمن، بدمائهم وحياتهم، وحكم طيلة العقود الماضية، لم يستطع للأسف التخلص من بذور الإمامة ومخلفاتها، التي تُركت لتنبت من جديد كأنها رؤوس الشياطين، لأسباب منها ما يرجع إلى غياب الرؤية المفصلة الواضحة للتخلص من نظام الإمامة، ونوعية بعض القيادات الجمهورية التي حكمت، والصراع الحزبي خاصة بعد الوحدة، والتدخل الخارجي، والفساد، حتى بدت الثورة والجمهورية وكأنها سُرقت. وهي في الحقيقة سُرقت على مراحل، وكثير ممن ركبوا موجة الثورة، كانت سلوكياتهم وممارساتهم غير ثورية، ومثلهم بعض من آل إليهم حكم الجمهورية.

كان يُفترض أن تكون الجمهورية قادرة على اجتثاث الإمامة من جذورها، وإلى الأبد؛ وهذا العصر بأفكاره ونظمه وعلومه ومعارفه ونماذج الحكم فيه، يساعد على ذلك، لكن فشل "الجمهوريين" في ترسيخ الجمهورية واقتلاع نظام الإمامة، كان ذريعاً ومدوياً، ومؤلما ومخجلاً في الحقيقة.

قطعاً؛ سيأتي جيل يمني، يتعلم من أخطاء مرحلتنا وما قبلها، قادر على اجتثاث الإمامة وإرثها من جذوره، وتحتم طبيعة الأمور في الحالة اليمنية أن يأتي ذلك الجيل، ولن يتأخر كثيراً، على الأرجح.

وفكرة اقتلاع العقيدة العنصرية الإمامية، لا تعني بأي حال استهداف سلالة أو جماعة بعينها، بفكرة عنصرية أخرى، أو ممارسات شبيهة بما يفعل الحوثي، ولكن الغاية هي استهداف العقيدة العنصرية الإمامية الرجعية وممارساتها وإرثها، المستند إلى حق إلهي، زائف.

وقد يشارك أحفاد العنصريين، في التخلص من العنصرية، مثلما حدث في الغرب، وفي أمريكا على وجه الخصوص، حيث كانت نسبة مشاركة البيض في مسيرة مارتن لوثر كنج الكبرى، إلى واشنطن في 1963، تقارب 40% من الربع مليون مواطن أمريكي، الذين زحفوا إلى واشنطن، في سبيل العدالة وحقوق السود السياسية والاقتصادية.. وكان أحفاد العنصريين البيض، هم من أوصل أوباما إلى البيت الأبيض، فالسود لا يشكلون أكثر من 13% من سكان أمريكا.

وفي اليمن، شارك في الثورة على نظام الإمامة في ستينيات القرن الماضي، كثير من أقرباء الائمة، وأحفاد أئمة مشهورين، مثل القائد السياسي المتميز، يحيى المتوكل وأخوه أحمد، وآخرون من الضباط الأحرار مثل محمد مطهر زيد، وأحمد المروني، وعلي قاسم المؤيد.

لو تحدث النبي عن اختصاص أحد من أهل بيته بالأفضلية والولاية والحكم، كما يزعمون، أو حابى أياً من أقربائه، أو جنح عن العدل بأدنى مستوى، وحاشاه ذلك ، لانفض العرب من حوله منذ البداية، وحُق لهم أن يفعلوا، وأولهم صحابته، ولمَا وصل إلينا دين مؤقر ومحترم، يهدف إلى تحقيق العدل المطلق بين الناس كافة.

أما فكرة استمرار فكرة الاصطفاء والولاية، إلى عصرنا، وما يليه من أزمنة وعصور، فذلك سخف فج، ووقاحة مستفزة، وعار على الإنسانية، فما بالنا بأهل اليمن الذين يقع عليهم أثرها المباشر، وعنفها وخرابها.

يحج الحوثيون أو لا يحجون؛ يتفقون أو لا يتفقون مع السعودية، أو غير السعودية، هذه ليست القضية!

القضية هي إن الجهلة العنصريون المتحكمون في جزء عزيز من اليمن وغالبية أهل اليمن، اليوم، لم يكتفوا بعشرة قرون من تبني الزيف والدجل والخراب، ولكنهم ما يزالون مستمرين في ذلك، ومستمرون في ممارسة القمع والفتك والتنكيل باليمنيين، إلى هذه اللحظة، ويعبرون عن الرغبة في استمرار نظرية الإمامة وفرضها بالقمع والعنف إلى آخر الزمان!

ولا بد من أن نقول إن حرب التسع سنوات، بما في ذلك تدخل التحالف، لم تساعد اليمنيين، للتخلص من الحوثي كما عول على ذلك اليمنيون، وإنما العكس أفادت الحوثي ومشروعه الإجرامي، كما ساعدت الإنفصاليين، وهاهم الحوثيون، يُستقبلون باهتمام وحفاوة، في المملكة، بعد تسع سنوات من تدمير اليمن.

في كل الأحوال؛ لا يستطيع اليمنيون تقبل مشروع الحوثي في هذا العصر، وإن خذلهم العالم كله، وهم في النهاية كفيلون بالتخلص من هذا الظلم والجور والجنون الذي لا يخفى على الدنيا كلها، وهذا قدرهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد