حَشْر علي -رضي الله عنه- في جانب الحوثي والتزيين للبعض بمهاجمة علي مؤامرة لا أشك أن الذي يديرها هو الحوثي نفسه، يشترك فيها الكثير من اتباعه بأسماء مستعارة ويقع في شراكها من الجانب الآخر بعض الحمقى والجهلة والتدين الرقيق، لكي تصب نتيجتها في الأخير لصالح الحوثي ، وبهذا نكون قد غسلنا وجهه الوسخ وبيضنا جرائمه السوداء بنسبته إلى علي ونسبة علي إليه وجعله على رأس حركته.
إذا كنتم تظنون أن للحوثي علاقة بعلي فقد كسب المعركة وخسرتم الرهان
وأهديتم له النصر على طبق من ذهب!!
وإذا لم يكن علي في صفكم ويحظى باحترامكم كأبي بكر وعمر وعثمان وسعد ومعاذ وبقية الأصحاب فقد قضيتم على أنفسكم وقويتم شوكة عدوكم.
عليكم أن تعلموا أن عليا لو كان من المشركين الخُلَّص لما جاز مقارنته في أخلاقه بالحوثة لأن هؤلاء لا بتعاليم الإسلام اهتدوا ولا بخلق أهل الجاهلية اقتدوا، فكيف وهو الصحابي الجليل النبيل.!!
نعم لا نؤمن بعصمته ولا بعصمة من سبقه في المكانة والفضل كأبي بكر وعمر وعثمان.
نعم نُسِبَت في مدحه الكثير من الأحاديث الموضوعة والضعيفة لكن لا علاقة له بها ولا يتحمل وزرها.
نعم نحن مع تصحيح ما علق به من غلو وما قيل فيه من تأليه، ومع تنقية تراثنا من الخرافة المدسوسة فيه، ونؤيد من وقف ناقدا بعلم وبصيرة لتصفية ساحة الإسلام من الغلو في الأشخاص، والتحذير ممن استغل رمزيتهم في إقامة مشروعه السياسي السلالي والوصول للسلطة والكرسي،
إن علينا أن نعلم بأن عليا لم يخرب بيوتنا، ولم يهجرنا من ديارنا، ولم ينهض بتجارة الحشيش في محافظاتنا، ولم يزرع الألغام في طرقنا، ولم ينهب رواتبنا، ولم يدمر دولتنا... وحاشاه رضي الله عنه، وإذا كان البعض سينسب جرائم الحوثي إلى علي فلا لوم إذا نسب البعض جرائم داعش إلى الإسلام والرسول -صلى الله عليه وسلم- لأن أحد الفريقين ينتسب لعلي والآخر ينتسب للرسول، ولا والله لا علاقة للرسول ولا لعلي بهما إلا إذا كان لإبليس علاقة بالإسلام والرسول!!
اعرف عدوك، ولا تتناول بالتنقيص والسب من قد حطت رحاله في الجنة، وواصل هدم الخرافة والكهانة وتعصب السلالة، ولا تحشر الأبرياء الأتقياء الأنقياء مع المجرمين العنصريين القتلة، لا يستوون.. مالكم كيف تحكمون!!
لقد رضي الله عن علي.
ورضي عنه الرسول.
ورضي عنه أكثر من ملياري مسلم فلا تغرد خارج السرب، ولا تبترع خارج الصف، ولا يضحك عليك عدوك فتخوض معركة ليست معركتك، أو توجه سهامك إلى من ليس غريمك.
نؤمن إيمانا جازما بأنه رضي الله عنه لا علاقة له بعنصرية السلاليين، ولا بجرائمهم، وأنه بريء منهم ومن خرافتهم، وأنهم أبعد الناس عنه وأنهم بأفعالهم وأقوالهم أكثر من يسيء إليه، ويجر الناس للإساءة إليه.
هو أنقى وأتقى وأزكى فلا يجوز استهدافه ديانة، ولا سياسة، ولا شرعا، ولا عقلا ، ولئن بالغوا في مدحه حد العصمة والتأليه فقد سبقهم شعب من النصارى في تأليه عيسى وأمه وماضرهم ذلك ولا علاقة لهما به، عليهما السلام:
(وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)
والله المستعان