هذا المقال لليمنيين غير المرتبطين ماليا بالسعودية والإمارات، ومن كان مرتبطا وتابعا لأي من البلدين أنصحه ألا يقرؤاه، لأننا نبحث هنا عن الكيفية التي يمكن أن نستفيد منها في قراءة الصراع واختيار الطريق المناسب لتهيئة بلدنا للمضي نحو المستقبل، ولا نقصد من ذلك فتح الباب للأتباع والأجراء لخوض جدل الدفاع عن الأسياد .
كنت قد تناولت في مقالات عديدة ومتفرقة خلال الفترة الماضية الخلافات الحادة بين السعودية والإمارات، وكذلك خلال مقابلات تلفزيونية جميعها مثبتة في وسائل التواصل الاجتماعي، أي قبل التقرير الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، الذي أكد ما ذهبت إليه في تحليلاتي منذ وقت مبكر.
ما يهمنا هنا، كما قلت، هو وضعنا في اليمن وكيف يمكن تجنيب بلادنا آثار هذا الصراع الذي تقوده الإمارات ضد السعودية والتي في اعتقادي كان لها دور كبير في إقناع السعودية في خوض الحرب في اليمن ومن ثم التحكم بمجرياتها بما جعل الإمارات تجني كل هذه الأرباح مقابل كل تلك الخسائر التي تكبدتها السعودية .
في ظل تراجع المشروع القومي العربي قفزت الدول النفطية إلى الواجهة ومنها دولة الإمارات وتحديدا في فترة محمد بن زايد الذي سيطر على مقاليد الأمور وجعل أخاه خليفة يعيش في غيبوبة سنوات طويلة وجعل الإمارات تأخذ أكبر من دورها وكان كل همه كيف يتخلص من دور السعودية التي تتفوق على بلاده في الجغرافيا والسكان.
مع مرور الوقت وتحديدا حرب اليمن كشفت لمحمد بن سلمان غدر معلمه محمد بن زايد، فنفد صبره وجمع الصحفيين السعوديين ليعطيهم الضوء الأخضر في تناول الإماراتيين بقوله لهم : الإمارات طعنتنا في الظهر ، متوعدا إياها ، إذا لم تمش في الطابور ستلقى مصيرا أشد من مصير قطر .
هذا الخلاف طبيعي لو أنه في دول أوروبا ، فكثيرا ما تحدث مثل هذه الخلافات بين رؤساء الدول الأوروبية ، ومع ذلك تظل مصالح الدول قائمة ، لكنه في الأنظمة العربية يؤدي إلى قطيعة وإلى استعانة كل طرف بآخرين من خارج الحدود لنصرته ، وتتغير الخطط وتتأثر العلاقات الدولية بالعلاقات الشخصية .
ما يمكن أن نخلص إليه ، أن السعودية ستكسب المعركة مرحليا بسبب كبر حجمها الجغرافي والسكاني ، فهي تستطيع غلق الأجواء السعودية أمام رحلات الطيران إلى الإمارات ، مما يجعلها تبحث عن أجواء جديدة ربما تكون الأجواء الإيرانية ، لكن الإمارات تستطيع أن ترد على ذلك بتنشيط المعارضة السعودية وتوجيه ميليشياتها في اليمن لاستهداف الوجود السعودي ، وهنا ستتحول اليمن مجددا إلى ساحة حرب بين وكلاء السعودية والإمارات من اليمنيين ، بالمقابل يمكن للسعودية أن تتحالف مع إمارات دبي التي ترى بأن بن زايد يعطل دورها الاقتصادي بمغامراته السياسية ، الأهم من هذا كله ، كيف نحدد لأنفسنا رؤية مستقبلية كي نجنب أنفسنا الصراع القائم بين البلدين والذي لا يعنينا .
تحيا اليمن والخزي والعار لأعداء اليمن..