الحرب الاقتصادية التي تلقي بظلالها على الوطن والمواطن في اليمن، هي آخر أوراق الفشل، لقوى الحرب الخارجية وأدواتها في الداخل وتجارها.
قوى الحرب التي فجرت شرارتها, بطموح السيطرة على السلطة , وإعادة الروح لحكم بائد , وفكر طائفي , وتعصب مذهب , واصطفاء الهي, لا يقبله الناس, وجد مقاومة عنيدة , لم تحسب حساب لتجار الأزمات والحروب, وأحلام الماضويين, فتطفل على جسدها ذلك الوباء , الذي شكل نفوذا قذرا ارتهن لأجندات الإقليم , بتبعية رخيصة, وأحلام هابطة, لتحقيق مبتغاه بعودة دولة أسلافه , دون مراعاة لحركة التغيير , وماسي الماضي وضحاياه, رفع الشعارات الرنانة, ودغدغ مشاعر الناس, فتغلبت مصالح الجماعة , وتحسنت أحوال عناصرها , بينما انهارت مصالح الناس وزادت همومهم, وساءت أحوالهم .
كما قال تشي جيفارا (الثورة يصنعها الشرفاء ويرثها ويستغلها الأوغاد)، هذا ينطبق على المشهد اليوم، ونحن نشاهد مجموعة باعوا وارتهنوا لأجندات الإقليم والعالم المنافق، وتصدروا المشهد، وتم تغييب وإقصاء وترهيب كل صوت قوي يطالب بسيادة الدولة وسيادة الوطن، وأن وجد البعض فهم على هامش القرار والاختيار، في حرب اتضحت أجنداتها للطفل الجائع والكهل المحروم من حقوقه التقاعدية، والأسر المشردة، والرأي الصائب المتهم اليوم، أنها حرب تستهدف وطنا وأمة جنوبا وشمالا.
حرب اقتصادية لنهب خيرات البلد، وما لم تستطع نهبه يتم تعطيله، حرب تجويع لأمة عريقة وعتيقة، تستهدف إنهاك قواها، ولهذا لا يحتاجون أكثر من موظفين مرتهنين في مؤامرة قذرة، تمارس اليوم في حق الموطن اليمني الذي تعصره الأزمات، ويتعرض للمهانة وجوع والمجاعة في كل بقاع هذه الأرض الطيبة شمالها وجنوبها، من أجل أن يعيش مجموع من أصحاب المصالح والمرتزقة وبياعي الضمير والوطن، هم اليوم من تحسنت أحوالهم، يعيشون في قمة الثراء والتخمة، بينما الناس تموت جوعا وقهرا وكمدا.
لم يكن للحرب أن تطول، لولا تلك الأدوات الرخيصة، التي مازالت تنفذ أجندات الخارج الداعم الرئيسي لاستمرار الحرب، واستمرار نهب خيرات البلد، الذين تحولوا لمجرد متسولين على أبواب أسيادهم، لطلب شحنة ديزل أو وديعة، أول ما تصل لمكان سلطتهم يتسابقون على نهبها والمتاجرة بها، في بلد ينهار وتنهار فيه الخدمات وتسقط الحقوق.
والتاريخ يسجل أسوأ مرحلة مرة على أمة في التاريخ، لا يوجد من باع وطنه كما باع هؤلاء، ولم يحدث من خان كما خان هؤلاء، ولم تحدث مجاعة كما حدثت في عهد هؤلاء، ولم ترتكب جرائم كجرائمهم، ولم تهن أمة كما تهان اليوم.
فهل ننتظر جبهة إنقاذ من كل القوى الحية, المقصين بالأمس واليوم من المشهد, وكل من تم إقصاؤه منذ 67م وحرب سلطات الديكتاتورية المتعاقبة في الشمال والجنوب, جبهة داعمة لتغيير حقيقي يستعيد البلد سيادته وارداته الحقيقية , ليحكمه أبناؤه الخيرون, وترسيخ دولة محترمة تحترم حق الإنسان في الحياة بكرامة وعزة وشرف, وتنهي حالة الانهيار والخنوع والاستسلام للخارج اللعين والعدو والمبين .
* يمن مونيتور