يبدو أن عبد الرحمن المحرمي قائد ما تسمى بألوية العمالقة الجنوبية، لم يعد استثماراً سعوديا إماراتياً مشتركاً، فارتباطه بالنفوذ الإماراتي لا يقبل القسمة.
لم يعد سلفياً بل أصبح قروياً فجاً وزعيم حرب محدود الأفق، يخوض معركة محدودة النطاق وعبثية بامتياز داخل أسوار قصر "معاشيق".
أمس الأول الأحد أرسل المحرَّمي بلاطجته لمحاصرة مقر رئيس الحكومة في "معاشيق" بحجة المطالبة باعتمادات لمعاهد عسكرية تابعة لأدويتها الجنوبية، في رسالة أراد من خلالها إثبات تفوقه المناطقي على رئيس الحكومة، والأهم منه إشعار السعودية بأن لا حصانة لأولوياتها، ولا اعتبار لما تخطط له في عدن.
المعركة الوحيدة الحاسمة التي خاضتها ألوية العمالقة دون خسائر أو تبعات هي معركة حصار مقر رئيس الوزراء معين عبد الملك، أما المعارك الحقيقية مع الحوثيين في شمال أبين ومع عناصر إرهابية مزعومة فلم تنتج سوى نعوش جديدة لقادة ومسلحي العمالقة والانتقالي والحزام الأمني.
يقف المحرَّمي على أرضية صلبة من الدعم الإماراتي ولا عجب في أنه قد استساغ إرسال التهديدات اللفظية إلى رئيس الحكومة، ورأى أن بوسعه أن يحولها إلى رسائل خشنة مسلحة، علماً بأنه لا يمتلك أي قوة سحرية لمنع أن تتحول مغامراته العبثية هذه إلى عملية اغتيال وتصفية جسدية لقادة الدولة اليمنية في معاشيق، لأن الغالبية من مسلحي المشروع الانفصالي غوغاء.