بالعودة إلى ما قاله وزير الخارجية السابق، خالد اليماني، بخصوص ثورة سبتمبر، وبعيداً عن قاموس الشتيمة التي نالت منه يستغرب المرء من قوله إنها كانت انقلاباً، وهي التي نقلت اليمن من عصر إلى عصر، والتفت حولها جماهير اليمنيين شمالاً وجنوباً.
ما هو أدهى هو قوله إن سبتمبر "فتح أبواب الجحيم على اليمنيين"، وكأن الإمامة هي من كانت توصد تلك الأبواب!
ينسى الوزير السابق أن الأئمة حولوا اليمن إلى ساحة حرب واسعة، بصراعاتهم التي لم تكن تنتهي إلا لتبدأ على السلطة، وأن الإمام كان يقاتل أخاه وابن عمه، وأن أحمد قتل ثلاثة من إخوته.
لم تكن اليمن تعيش حالة "سلام اسكندنافي" قبل ثورة سبتمبر حتى نقول إن سبتمبر فتحت أبواب الجحيم على اليمنيين.
ثم إن الاستدلال ببعض الآراء القليلة التي قالت إن سبتمبر كان انقلاباً يعد من قبيل ترك ما عليه جمهور مؤرخي الثورة والاستدلال بأحاديث الآحاد، ثم إنه لا يمكن اعتبار 23 يوليو العظيمة في مصر ثورة، فيما 26 سبتمبر اليمنية انقلاباً, لأن التشابه كبير بين الثورتين.