أبعث هذه الرسالة لجمهورية مصر العربية، التي وقفت في جانبي وانتصرت لحريتي ، ولم تخضع للابتزاز لتثبت أن سياستها لا تخضع لأحد وأنها مازالت قائدة للأمة العربية التي تتعرض اليوم لعدوان متواصل يستهدف الأرض والإنسان، ومازال المواطن اليمني يراهن على الدور المصري في نصرة قضيته والوقوف إلى جانبه في تقديم المزيد من التسهيلات في الإقامة وتخفيف أعباء الحرب التي يتعرض لها منذ ٩ سنوات ، وهذا الدور ليس بغريب على مصر التي وقفت إلى جانب الثورة اليمنية وساندتها .
ﺍﺧﻂ ﻟﻜﻢ هذﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ أرض أسبانيا التي احتضنتني نيابة عن وطني الذي اختطفه أراذل القوم وباعوه في سوق النخاسة مقابل دارهم معدودات ، أرادوا أن يكبلوا جسدي بالقيود ، لكنهم لم يدركوا أن تكبيل الجسد يعجز عن تكبيل الإرادة ، لأن روحي تتغذى على حب اليمن أرضا وشعبا ، وأنني مهما بعدت عن الوطن إلا أنه يبقى واحة عشق وحرية وهو أنشودة صباحية تصدح تحت ظل راية اليمن العالية .
أعتقد المجرمون أن ﺍﻟﺴﺠﻦ ، هو ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ، وﻋﺘﻤﺔ ﺍﻟﺰﻧﺎﺯﻳﻦ، ﻭﺿﻴﻖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ، ونسوا أن الحر في الزنزانة لا يمكن استعباده مهما كان الثمن ولم يدركوا أن شعبنا العظيم سيحول سجني ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻟﻠﻨﻀﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻹﻧﺘﻤﺎﺀ، ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺭﺍﺩﻭﻩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍالحثالة ﻣﻘﺒﺮﺓ لي وتشريدا لأسرتي وإسكاتا لدعاة الحرية والكرامة ، ﻟﻜن بالصمود ﻭالإرادة ﻭبدعم من الرجال الأوفياء ، صنعنا ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﺤﻄﺔ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻷﻧﺘﻤﺎﺀ ﻭﺻﻘﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ، ﻭﺇﻥ ﺳﺮ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻨﻔﻮﺍﻥ ﻫﻮ ﺇﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﻌﺪﺍﻟﺔ ﻣﺎ ﻧﻨﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ، ﻭﻧﻀﺤﻰ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ، ﻭاليمن ﻫﻲ ﺃﻋﺪﻝ ﻭﺃﻧﺒﻞ قضية نناضل لأجلها ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻧﻀﺤﻲ ﺑﻔﺮﺡ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻧﻤﻠﻚ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺣﺮﺓ ﻭﺳﻴﺪﺓ، ﻷﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺤﺮ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺑﻞ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮﺍﻹنسانية .
إن ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ قاﻭﻡ ﻭناﺿﻞ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ واحد وستون ﻋﺎما ﻭﺃﺷﻌﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭة ﻭﻗﺎﻭﻡ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ، ﻭقاوم ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ بكل السبل والوسائل ولم يساوم يوما ما في حريته أوكرامته .
ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻘﺮاؤﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻓﻲ إحدى المدن الأسبانية التي كان لأجدادنا دور في إحيائها بالعلم والحضارة ، صحيح أنني ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻭﺣﻴﺪﺍً بعيدا عن أسرتي التي مازال أحد أفرادها يقبع في السجن بسبب وشاية من الذين اغتصبوا السلطة ليستخدموها في معاقبتنا ويستخدمون المال العام الذي ينهبونه في دفع الرشاوي لتقييد حريتنا ، ﻭﻟﻜﻦ مهما بعدنا عن وطننا فإن ﻛﻞ ﺃﻧﺸﻮﺩﺓ ﺻﺒﺎﺡ يهتف ﺑﻬﺎ أبناؤنا في طابور الصباح ﺳﺘﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻤﺎﻋﻨﺎ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺨﻮﺽ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍلرفض لاستباحة الوطن، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﻼﺡ ﺍﻷحرار ، وأنا أعلم أﻥ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﺒﻼﺩﻧﺎ ﺷﺎﻕ ﻭﻃﻮﻳﻞ ﻭﺻﻌﺐ، ﻓﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭإﻥ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﺪ ﻷﻋﻈﻢ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ .
إنني وأسرتي نتقدم لكم بالشكر والتقدير ﻋﻦ ﺗﻀﺎﻣﻨﻜﻢ وانتصاركم للحرية والكرامة وأطلبوا منكم أﻥ ﺗﻜﺘﺒﻮﺍ على صفحاتكم ﻋﺸﺮ المرات ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ لليمن التي لم يحن أبناؤها رؤوسهم عبر التاريخ إلى الأرض ولكنهم ظلوا يرفعونها نحو السماء، فحينما عبدوا الآلهة اختاروا الشمس والقمر ولم يختاروا الأصنام الأرضية.
ﻭﺍﺳﻤﺤﻮﺍ ﻟﻲ أن أخص بالشكر الشيخ أحمد صالح العيسي الذي لم يتوقف لحظة من ليل أو نهار في متابعة قضيتي وكذلك نائب رئيس البرلمان الأستاذ القدير عبد العزيز جباري والدكتورة رائدة الذبحاني وزوجها المستشار علاء سلام اللذين تركا منزلهما خلال أيام الحجز وجعلا من سيارتهما غرفة عمليات للمتابعة ، وكذلك الأستاذة توكل كرمان والأستاذ ياسر اليماني ، ثم أحي أسرتي التي تحملت معي المعاناة الشديدة وتحملت كل ذلك إيمانا منها بأن للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ، أما أنتم أيها الأحرار الذين كان لكم الفضل الكبير عبر العالم في الدفاع عن حريتي ، سواء بالكتابة أو الدعاء في ظهر الغيب دعوني ﺃﺻﺎﻓﺤﻜﻢ ﻓﺮﺩﺍً ﻓﺮﺩﺍً، ﻭﺃﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﺩﻳﻜﻢ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ وأعاهدكم بأنني ﺳﺄﻇﻞ ﺷﺎﻣﺨﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﺭﺍﻳﺔ اليمن ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺧﻔﺎﻗﺔ ﺣﺘﻰ ينال ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭالكرامة ﻭﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ .