من حيث المبدأ: من المهم أن نتعامل مع المعركة الفلسطينية التي دور رحاها الآن مع الكيان الإسرائيلي الغاصب كمعركة إحياء للقضية لا معركة تحرير للأرض، حتى نعطيها تقديرها المستحق، وحتى لا نتفاجأ بمخرجاتها، وأعتقد أن معارك الإحياء في زمن الموات والتآمر هي في غاية الأهمية، وستفتح الطريق لمعارك التحرير لاحقا.
قد يهزم العدو في هذه المعركة وقد لا يهزم، لكن القضية ستنتصر في كلا الحالين وأن بدت في الظاهر أنها لم تحقق الكثير، لأن النتيجة ستكون هي إحياء القضية وإعادة تصدرها للمشهد من جديد وهذا في حد ذاته أكبر نصرا، وأن حدثت هزيمة للعدو فذلك الفضل من الله، وإن لم تحدث فالقضية أحييت واستعادت ألقها رغم التضحيات، طالما وأن المعركة قد حملت عنوان “الإحياء”
من المهم الإشارة هنا أن هذه المعركة ربما استخدمها العرب لمآربهم وتحسين وضعهم في زمن الضعف والانكسار والانحسار، وربما استخدمت إسرائيل نتائجها لاحقا للضغط على العرب مجددا ومن ثم نشهد المزيد من التطبيع وتعود الأمور إلى أسوأ مما كانت عليه، وربما كانت تركيا أكثر المستفيدين كونها ستدخل كوسيط يحظى باحترام حماس وغير متجاهل من إسرائيل..
بالنسبة لإيران فاعتقد أن المعركة ستأخذ توصيفها باعتبارها معركة إيرانية -إسرائيلية وإن لم تدخل إيران علنا لأن محور المقاومة مصنف كمحور إيراني تسليحا وتدريبا وهذا يكفي لتوصيف أطراف الحرب، وأعتقد أن دخول إيران مهم في إطار هذا التدافع، حتى وإن ظهرت أنها المتصدرة للنصر، على اعتبار أن دخولها سيكون ضمن صراع إقليمي دولي شامل يتجاوز الأراضي المحتلة إلى ما سواها، وهذا مفيد وفيه خلاص للكثير من القضايا العالقة في المنطقة.
الأمر في مجمله يمثل تدافعا رهيبا خارج المألوف وخارج المعطيات التي استقرت عليها ملفات الصراع في المنطقة ويحمل معه الكثير من تدابير الغيب التي لا نعلمها، “والله يعلم وأنتم لا تعلمون”