للجمعة الرابعة على التوالي وتحت عنوان "الكهرباء الحكومي مطلب شعبي" يتجمع الآلاف من أبناء مدينة تعز لأداء صلاة الجمعة أمام محطة كهرباء عصيفرة، التي يقول خبراء في مجال الطاقة إن فيها مولدات ستنتج 10ميجاوات أي ما يعادل ما ينتجه مواطير دكاكين الكهرباء التجارية وأكثر من ذلك، حال تشغيلها ستغطي مديريات المدينة الثلاث القاهرة المظفر الأجزاء المحررة من مديرية صالة وإلى جانبها صبر الموادم.
مطالب أبناء تعز بتشغيل أو توفير الكهرباء الحكومية، بدأت على شكل منخفض مطلبي يشبه المنخفض الجوي يتدحرج نحو تشكل عاصفة شعبية قد تتطور إلى إعصار جماهيري كتطور الإعصار المداري تيج سيصعب حينها معالجة تأثير وتداعيات هذا الإعصار.
الكهرباء خدمة، واجب السلطة محلية كانت أو مركزية توفيرها للمواطن وبأسعار معقولة وإلا لا داعي أن تسمي نفسها سلطة، أن تعقد اجتماعا كبيرا "هائم نائم" باللهجة الشعبية وتناقش تخفيض 200 ريال فقط من سعر ألف للكيلو وات وتقر سعر 800 ريال فأنت فاشل، عاجز تشرعن للفساد، تفتح الباب لخلس المواطن ونهب جيبه على يد إقطاعي الكهرباء التجارية.
ليس بهذه الطريقة ولا بالكيفية التقليدية تدار الأمور، إنما بتخطيط وتنظيم واستغلال أقل الإمكانيات والموارد المتاحة لتوفير أكثر الاحتياجات، قلص من النفقات الشخصية والنثريات التي لا داعي لها والهبات والإكراميات لزعطان وفلتان من أبناء الذوات والهيلمانات، حارب حيتان الفساد، لوبيات المحسوبيات، شبكات المصالح، النافذين، أمراء الحرب الذين يتحكمون برقاب العباد ومصير الناس ووفر جزء من الخدمات الأساسية وأهمها الكهرباء الحكومية.
كن مسؤولا حازما قويا أمينا وإلا أترك المنصب أفضل وأشرف لك مليون مرة من امتيازات وهبات لا تساوي شيئا أمام سمعتك وأخلاقك أن كنت صاحب سمعة وأخلاق.
مل الناس هنا من المطالبات للسلطة المحلية، فلم يكن أمامهم غير البحث عن جهة أخرى لتوجيه المطالب نحوها، هذه الجهة حددها خطيب ساحة كهرباء عصيفرة الذي ناشد فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي للإشراف بنفسه على ملف كهرباء تعز، فلم يعد للناس من ثقة بأحد سوى الرئيس.
يحدثك أحدهم وهو طاعن في السن بعد الانتهاء من أداء صلاة الجمعة أمام محطة كهرباء عصيفرة الحكومية، أن العصابات وقطاع الطرق وعصابات الفوضى كانت تتسيد تعز مدينة وريف قبل أن يعين د. رشاد العليمي مديرا للشرطة فيها في تسعينيات القرن الماضي، وحين تم تعيينه لاحق كل العصابات وقطاع الطرق، أنهى حالة الفوضى، فرض الأمن حتى في الأرياف البعيدة، يؤكد الرجل السبعيني أن الرئيس العليمي لا يقبل غير النجاح ولا يستسلم للفشل.. يقول أنا أعرفه؛ فقط يحتاج من يضع بين يديه الصورة كاملة ويوضح له الحقائق.
أجاب الرجل عن تساؤلات عديدة كانت تعصف بذهني منذ تولى فخامة الرئيس المسؤولية وأبرزها؛ هل سيقبل الرئيس أن يفشل أو سيسمح لمن يريد إفشاله في هذه المرحلة المعقدة والمفصلية من تأريخ اليمن؟، والناس ينظرون إليه كشعاع أمل ونقطة ضوء تلوح من وسط ليل مظلم سيخلصهم من هذا الظلام.
كلام الرجل المسن بثقة وتفاؤل وهم أولي خبرة قرب لي مسافة البحث وأوصلني إلى قناعة أننا أمام قائد محنك ذكي شديد النباهة لا يقبل الفشل ولا يسمح لمن يحاول إفشاله أيا كان.
لا أقول ذلك اعتباطا أو تزلفا أو مداهنة؛ لكن الواقع معاش، أثبته الإعصار المداري تيج الذي ضرب محافظات المهرة، سقطرى، حضرموت، سبقه الرئيس وحط رحاله في إحدى هذه المحافظات، ليطمئن الناس ويقول لهم: نحن هنا إلى جانبكم، ما يضركم يضرنا، سنواجه المخاطر سويا ومعا، ومعا سنتغلب على كل المخاطر، رسالة قوية من رئيس قوي.
تؤكد الدراسات الحديثة على أن القيادة سلوك وتفاعل وتأثير على الآخرين، وهذه سجية فطرية متوفرة في الطبيعة الشخصية لشخص القائد الرئيس د. رشاد العليمي بشهادة الكثير ممن عايشوه وخاضوا معه معترك الأحداث، لذلك تجد حب الناس له وثقتهم الكبيرة فيه ليس في تعز فحسب إنما في عموم مناطق اليمن، ثقة غير عادية وملفتة لأي باحث أو دارس وهذا يعني انفراده بالكثير من صفات القائد الناجح.
يقول الناس هنا؛ تعز تعاني حصارين، حصار الميليشيات الحوثية الفاشية التي تمنع عنها كل متطلبات الحياة منذ ثماني سنوات، وحصار الحكومة لها بمنع إعادة الخدمات الأساسية وعلى رأسها خدمة الكهرباء العامة وإهمال متطلبات أبناء المدينة وتخفيف أعباء الحصار الجائر عليها.
يتساءل السكان؟ تقدم تعز آلاف التضحيات في سبيل مشروع استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب؛ فلماذا الحكومة تتعامل معها باللامبالاة وبالإهمال المتعمد؟
أسئلة مشروعة تبحث عن إجابة.