ما يحدث في غزة غير العالم كثيراً، وجعله يعرف قدراً كبيراً من الحقيقية، ويدرك مظالم الفلسطينيين المتراكمة منذ أكثر من 75 عاماً، حتى أن كثيراً من يهود أمريكا انحازوا مع الحق الفلسطيني على نحو غير مسبوق. ولفت نظري، ليس أعداد اليهود الكبيرة، الذين يحتشدون ويطالبون بوقف إطلاق النار في غزة في مسيرات مستمرة حتى أنهم قد يشتبكون مع الأمن مثلما حدث قبل أمس أمام الكونجرس في واشنطن العاصمة، ويقولون ليس باسمنا، لكن عدد الحاخامات اليهود، الذين يشاركون في الأحاديث والخطابات والفعاليات المناوئة للحرب.
شيء واحد قد لا يبشر، بسبب ما قد يفهمه أو يتأثر به بعض الشباب المسلمين الأغرار، وهو أن هناك شباباً أمريكيين أبدوا الآن تعاطفاً مع أسامة بن لادن من خلال مذكرة كتبها وأُعيد نشرها وتداولُها الآن، ولا بد أن نذكِّر بأن أمثال أسامة بن لادن محامين سئيين لقضايا عادلة، وأن الإرهاب في شكله القاعدي والداعشي، لا يزيد قضايا الأمة وحقوقها إلا مزيداً من سوء الفهم والتهميش والضياع.
وما نزال نتذكر ما جرته 11 سبتمبر 2001 على العرب والمسلمين من نتائج ومنها سقوط دول مثل العراق وما تلاه من تداعيات، وما نزال نتذكر مقتل 56 من المرضى والأطباء في مستشفى العرضي بصنعاء، بتفجير انتحاري، في 5 ديسمبر 2013، من قبل القاعدة، ولم ننس جثث أكثر من مئة وعشرين مجنداً وهي متناثرة، في ميدان السبعين في صنعاء، تم قتلهم بالتفجيرات الانتحارية من قبل القاعدة، في 21 مايو 2012، وهم يتهيئون للاحتفال بعيد الوحدة!
وتلك أمثلة فقط لما حدث في اليمن فقط.
فالإرهاب قد يبدأ بالبعيد وينتهي بالقريب.
كما أن دعاوى مناصرة فلسطين من قبل جماعات طائفية متطرفة مثل الحوثي الذي قوض دولة اليمنيين وهدم كيانهم الوطني، وتسبب في قتل عشرات الآلاف منهم، وتشريد الملايين، لا يجب أن تنطلي على أحد.
ولو أن في الحوثي خيراً لرأيناه ولمسناه في اليمن.
ويا مقسم المرق أهل بيتك أحق!
وفاقد الشيء لا يعطيه.