فلسطين في قلوب اليمنيين على الدوام، وهي لم تغادرها يوماً، وهم لم ينسوها أبداً على الرغم من مأساتهم في اليمن التي تعد، وفقا للأمم المتحدة، أخطر مأساة إنسانية في العالم في هذا العصر، بسبب فتنة الحوثي وتداعياتها، ومن ذلك جلب التدخل الخارجي ومساوئه ومضاره العديدة.
تعرض شعب فلسطين وما يزال لظلم عظيم، منذ النكبة 1948، وما يحدث الآن في غزة شاهد جديد، على حقيقية الظلم الكبير الفادح.
خلافاً لعقيدة الحوثي العنصرية وممارساته؛ نعتقد أن اليمنيين من كل المذاهب والأصول والجهات، يجب أن تكون لهم حقوقاً وواجبات متساوية في وطنهم اليمن دون تمييز، ونعتقد أيضاً أن العرب واليهود من الممكن والطبيعي أن يعيشوا معاً، كبشر، بحقوق متساوية في أرض واحدة، ودولة واحدة، في فلسطين، لكن الصهيونية، وهي مثل الحوثية، عقيدة فئوية منحازة تمزج بين العنصرية والأصولية، ترى أن الحق والحقوق والسيادة لليهود وحدهم في فلسطين، على الرغم أن الفلسطينيين، هم السكان الأصليون في فلسطين منذ الأزل مع نسبة من اليهود كانت لا تتجاوز 12% في التعداد السكاني الذي أجراه الإنجليز في 1922، أي قبل مئة عام فقط، ولم تقبل إسرائيل بقيام دولتين، ولا دولة المواطنة المتساوية الواحدة للفلسطينيين واليهود.
وإذا كانت النكبة الفلسطينية الشهيرة قد حدثت في 1948، فإن النكبة اليمنية المروعة حدثت في سبتمبر 2014، وحصدت تداعياتها، لحد الآن، من اليمنيين، خلال أقل من عشر سنوات أكثر مما حصدت تداعيات نكبة فلسطين من الفلسطينيين منذ 75 عاماً. فقد قُتل من الفلسطينيين حوالي مئة ألف خلال 75 عاماً وقُتل من اليمنيين منذ النكبة اليمنية في 2014؛ 377 ألفا، وتم تشريد أكثر من 3 ملايين مواطن يمني.
ما تقترفه الحوثية في اليمن من جرائم، وقتل وتهجير، وسلب ممتلكات وامتهان وإذلال لليمنيين، يستند إلى عقيدة فئوية ظالمة مثل شقيقاتها النازية، والصهيونية، ومضمون العقيدة الإمامية الحوثية بأن للحوثي وسلالته حقوقاً فئوية حصرية، في السلطة والثروة، لا يحق لغيرهم من أهل اليمن الحصول عليها.
ومثلما أن الصهيونية عقيدة تمييزية في فلسطين، فإن الحوثية عقيدة تمييزية في اليمن، وكلتا العقيدتين الإمامية الحوثية والصهيونية، تسببتا في نكبة فلسطين 1948 ونكبة اليمن 2014.
الحوثي يناور الآن في قضية فلسطين ويزايد ويخادع ويستغل الأحداث مثلما كان يفعل في اليمن قبل اجتياح العاصمة صنعاء، وقد ينطلي ذلك على من لا يعلم حقائق الأمور لبعض الوقت، لكن يصعب طمس الحقائق على نحو مستمر ودائم.
الذي ينتقم من اليمن واليمينين ويسومهم العذاب ويشردهم من أرضهم ويصادر ممتلكاتهم، لأنهم لم يقبلوا به سيداً عليهم، ويعطونه من الامتيازات الحصرية ما ليس له، كيف له أن ينتصر لفلسطين؟
والذي يضر باليمن واليمنيين كيف له أن ينفع فلسطين.
والمثل اليمني يقول: الذي ما ينفع أمه ما ينفع خالته!