منذ عرفته في السبعينيات بعد رجوعه من السعودية وكان قد درس الإعدادية في مكة والثانوية أول وثان في المدينة المنورة وجاء تعز ليدرس الثالث الثانوي، فجاءني من أجل يعرف ما هو مقرر الثالث الثانوي القسم الأدبي فكان هذا هو أول التعرف عليه، فوجدت رجلا جادا في حياته وفي دراسته وفي عمله وفي أسرته وفي عبادته.
حياته منظمة ووقته منظم ومبرمج، فلقد كان معلما ناجحا ومديرا مربيا وموجها مؤثرا، عرفته مدارس تعز في كل المديريات، وكان مرشدا وموجها عرفته مساجد تعز وله صلته مع العلماء بكل توجهاتهم وله قدرته على تقريب وجهات النظر والدعوة إلى توحيد الكلمة في المتفق عليه، وترك كل ما يؤدي إلى الفرقة والاختلاف، وكان رجلا اجتماعيا.
له صلاته وتأثيره الاجتماعي مع كل من يعرفه من الوجهاء والمشايخ، وكان له نشاطه الخيري في تأسيس العمل الخيري التعليمي والإغاثي، وكان له نشاطه السياسي في تأسيس التجمع اليمني للإصلاح في تعز وكان مسؤولا عن دائرة التوجيه والإرشاد، وقد أبدع وأنجز، وكان له الأثر الطيب في كل المحافظة وكذلك في دائرة التعليم والتي أبدع فيها في باب القيم والأخلاق والمشاركة الفاعلة في نشر ذلك بين المعلمين والطلاب.
وكان له دورا فاعلا في مواجهة الأفكار الحوثية السلالية العنصرية وتوعية المجتمع وكذلك نشر التوعية بالثورة والجمهورية والقيم الوطنية.
كان -رحمه الله- رجل الإنجاز فما كلف بعمل إلا وأتى به على أحسن ما يكون لا تقف أمامه عقبات ولا معاذير.. ورغم هذه الأعمال الكثيرة والكبيرة التي كان يقوم بها وتأثيره في كل من يتعامل معهم، لكنه كان بسيطا متواضعا يألف ويؤلف لا يتطرق إليه التكلف، ولا يخالط عمله شيئا من الأنا أو الغرور ولا يحب الظهور والأضواء وكان له برنامجه الخاص مع أسرته ومع جيرانه وحارته ومع قريته وأقاربه.. ورغم تجاوز سنه فوق السبعين إلا أنه ظل نشيطا منجزا إلى آخر لحظة من حياته، فقبل مرضه كان معه برنامجه يوم الخميس والجمعة والسبت إلا أنه أصيب بجلطة ليلة السبت، واستغرب الحضور كيف تخلف عن موعده وهو الذي لا يتخلف عن موعده، بل يأتي قبل الوقت فتبين لهم أنه مريض وبهذا أثبت أن الهمم والعزائم لا تشيب مهما بلغ الإنسان من العمر فكان يحمل روح الشباب وأصحاب الهمم العالية إلى آخر لحظة في حياته.
عاش كبيرا ومات كبيرا -رحمه الله-
على قدر أهل العزم تأتي العزائم. وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها. وتصغر في عين العظيم العظائم
كان رجلا عفيفا زاهدا لا يسأل لنفسه شيئا ولا يقبل أن يأخذ شيئا أكثر ما هو له وعندما كلف بمهمة لجمع تبرعات للجمعية التي كان فيها خارج اليمن فحصل على مبلغ شخصي غير المبلغ الذي فيه سندات سلمه كاملا، بل كان مجاهدا بنفسه وماله وله دور في جمع التبرعات للمقاومة ودور في قضية غزة وفلسطين وجمع التبرعات لها حتى آخر حياته. فلذلك كان قدوة يتمثل أخلاق القرآن في تصرفاته ومعاملاته وحياته.
ذلك هو الأستاذ العالم الداعية القدوة المعلم المربي محمد علي إسماعيل اليوسفي -رحمه الله- رحمة الأبرار وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وعظم الله أجر الجميع وعصم قلوب أهله وأحبائه بالصبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل.