ما حصل الليلة من انتهاء لأزمة تسعيرة البترول في مأرب درس مجاني وإضافي ترسمه مأرب وقيادتها لليمنيين أجمع ، على مدى شهر كامل اعترض بعض أبناء مأرب على قرار الحكومة برفع تسعيرة البترول ، اشتد الخلاف وأقيمت المطارح (ما يشبه الاعتصام)، اختلفت الرؤى وتربص المتربصون بمأرب واعتقدوا أنهم سينجحون في تفكيك المحافظة الصلبة، لكن هي مأرب المحافظة الاستثناء في كل شي، قائدها السلطان تحرك بمسؤولية رجل الدولة والقبيلة، لم يستخدم العنف ولم يكبت الصوت المعارض، بل نزل وتحرك وعقد اللقاءات واستمع لكل المشورات، هؤلاء قومه وهو القائل ذات يوم مفتخراً بهم ( هؤلاء قومي وأنا أعرفهم ولله الحمد)، قومه أيضاً وإن عارضوه لكنهم لم ولن يخذلوه أو يتركوه لعدو غاشم أو متربص حاقد، اتفق القوم مع سلطانها وانتهت الأزمة بسلام .
ماذا عن صنعاء وحاكمها؟!
تخيلوا لو كان هذا الموقف حصل في صنعاء، وقررت القبائل الاعتراض على قرار الحاكم المستبد هناك وأقامت مطارح وخيام اعتصام؟!!
هل سيتصرف الحوثي كرجل دولة كما تحرك السلطان العرادة؟!
نعرف جميعاً الجواب سيتم اتهام تلك القبائل بأنهم دواعش ومرتزقة وعملاء وصهاينة وطابور خامس وسيتم ضربهم بكل قوة والتنكيل بهم ولن يخضع أو يسمع أي حاكم لمشوراتهم أو أصواتهم، لا مقارنة إطلاقاً.
وهذا هو الفرق حين تحكم الدولة وحين تستبد المليشيات بالناس!!
فرق بين أن تعيش حُراً لك كلمتك واحترامك لدى الدولة وبين أن تعيش عبداً ذليلاً لا رأي ولا صوت لك، فرق بين أن يحكمك سلطان بن علي العرادة وبين أن يستبد بك عبدالملك الحوثي، شكراً مأرب لسلطانها وقبائلها وأهلها ومن سكن بها أو أقام فيها.
هنا مأرب يا صنعاء !