ما يقارب عشرة أعوام واليمن بجهاتها الأربع تعاني من تغول الفوضى والموت والدمار كنتيجة مأساوية لحالة نزق مليشاوي لا يمتلك ذرة إحساس أو مسؤولية تجاه الوطن أرضاً وإنساناً وقيماً، ومنذ اللحظة التي أطل فيها هذا الانقلاب الأسود، وحيثما وطئت أقدام هؤلاء المليشاويون الملوثة بالعار تركوا جراحاً تنزف، وأرواحاً تُزهق، وأموالا تُنهب، ومصالح ومباني تُدمر.
إنها حقيقية يجب أن لا ننساها دائما وإن حاولوا تجميل وجوههم القبيحة التي نعرفها جيداً وعايشناها على مدى العشرية الدامية التي أوقعونا فيها ، ولا استغراب من مسلكهم هذا فهم في الأول والأخير ليسوا سوى كائنات متخلفة خرجت من عبايات الفكر الظلامي، وعاشت في وسط فكري موبوء، ونمت وترعرعت في مزارع الشر ومحاضن الرذيلة الفكرية والأخلاقية، فكانت النتيجة انعكاساً لكل هذا الخليط السيئ الذي أنتج لنا مليشيات تجردت من كل القيم الإنسانية ينظرون إلى الحياة من فوهات بنادقهم، وتجاوزوا كل القوانين والأعراف بداية حين أسقطوا الدولة القائمة، ونهبوا المعسكرات والمكاتب والوزارات والبنوك وحولوا مكتسبات الوطن والشعب إلى ملكية خاصة لقادة وأمراء تنصلوا عن أي انتماء حقيقي للوطن، ثم ادخلوا البلد في حرب وصراع بدأ محلياً ثم إقليمياً وها هو اليوم يمتد ليصبح عالمياً فيه اليمني هو الخاسر الوحيد لا سواه .
إن النتائج المأساوية هي الرفيق الدائم لأي تواجد مليشاوي مهما كانت مسمايته، فالمليشيات في كل حقب التاريخ لا تحكمها قيم، ولا تنظّمها قوانيين، وإنما قانونها الأول والأخير ما يقرره المليشاويون ذاتهم، وهم لا يجيدون إلا القتل والهدم وصناعة المآسي التي لا تعد ولا تحصى، وهذا ما حصل حين انتشر المليشاويون الحوثيون في جهات الوطن الأربع ينشرون المآسي، ويتلذذون بأنهار الدم المسفوحة، وأنات الجرحى، فحاصروا المدن ونشروا الرعب والفوضى ولازالوا يمارسون هواياتهم الدنيئة، ويتمادون فيها مسببين الأذى لكل ما هو جميل في هذا الوطن.
مهما حاول المليشاويون الحوثيون اليوم إشغالنا ببطولات مصطنعة فلا يجب أن تنحرف البوصلة إطلاقاً، ولابد أن يظل مشروع تحرير الوطن منهم قائماً، ولا مجال إلا أن ينعتق اليمني من مرحلته الحالية، ويؤسس مرحلة مشرقة تضمن للأجيال التفرغ للعلم والعمل والإبداع، وتحقق لعامة الشعب الأمن والأمان والعيش الكريم، وبالمجمل لابد من التخلص من نموذج الرجل المليشاوي الذي لا يجيد إلا الهدم، وإسناد أمر بناء البلد وحمايته لرجال وطنيين أوفياء يقدمون مصلحة مجتمعهم على مصالح الذات والطائفة والسلالة، ولا يتقيدون بمحددات الجغرافيا أو متشابكات السياسة إنما يوجه كل أفعالهم الولاء والحب للوطن الكبير والذود من أجل تحرره وسلامته.
دمتم سالمين .