الحقيقة التي عِشناها ونعيشُها وتهدد مستقبل أجيال قادمة.. إن مليشيات الحوثي قتلت من أبناء هذا الشعب ضباطا وجنودا ورجال قبائل ومدنيين وأطفال ونساء قرابة نصف مليون يمني.. وتعتقل في سجنوها قرابة 20 ألف مواطن ما بين سياسي وصحفي وناشط ومواطن لا حول له ولا قوة.. وتسببت بتهجير قرابة 6 ملايين يمني.. منهم 2 مليون يمني خارج الوطن.. ودمرت المدن والبنية التحتية ونهبت الأموال العامة والممتلكات الخاصة.. أقامت محاكم التفتيش ضد معارضيها وأعدمت المئات منهم..
هذه المليشيات قتلت من كل بيت الأب وآخر الأخ وبيت آخر الولد، هذه المليشيات انتهكت الأعراض واعتقلت النساء.
هذه المليشيات مزقت الأسرة حتى مات الأب دون أن يتمكن الولد من حضور جنازة والده والأب حُرم من حضور جنازة ولده.
هذه المليشيات نشرت الفقر وأوقفت كل مقومات العيش.. هذه المليشيات الفاشية جعلت الموت جوعا خيار الأسر العزيزة العفيفة.
هذه المليشيات الفاشية تحاصر مدن منذ تسع سنوات عدد سكانها أضعاف عدد سكان فلسطين المحتلة التي يحاصرها الاحتلال.. هذه المليشيات الفاشية.. عقيدتها القتالية أن الله اصطفى قادتها ليكًونوا أسيادا علينا.. ونحن عبيد.. هذه المليشيات تغتال مستقبل شعبا قوامة 30 مليونا.. تعبث بعقيدة وفكر وثقافة ملايين من الأطفال والطلاب.
هذه المليشيات صادرة حق المواطن في التعليم الأساسي والجامعي والأكاديمي.
هذه المليشيات في رقبة قادتها دماء نصف مليون يمني.. هذه المليشيات مازالت تقتل الأطفال والنساء والمدنيين بألغامها المنتشرة في كل قرية ومدينة وطأتها أقدام مليشياتها.
تلك جزءٌ من الحقيقة التي لا يملك أحدا تجاوزها ونسيانها.. القاتل والسفاح ومجرم الحرب ليس شرطا أن تكون عيناه شقراء ولا بشرته صفراء.. القاتل هو من يرتكب جريمة القتل.. ومجرم الحرب من يرتكب جرائم حربٍ ضد المدنيين.. والمحتل.. هو من يحتل مدنا ويهجر أهلها وينتهك أعراض سكانها.. ويهدم قدسية البيت والمنزل.. المحتل من يحتل منزلك أيضا ويهجرك من حارتك ومدينتك.. ليأتي بمن يستوطن منزلك وحارتك ومدينتك.
نحن نعيش واقع الاحتلال بكل تفاصيله ..
حصار ومحاصرون تهجير ومهجرون اعتقالات السجون ممتلئة بعشرات الآلاف.. منازل مصادرة أموال وشركات ومؤسسات منهوبة.. مخيمات اللاجئين منتشرة في الوديان والصحاري.
نعم نحن واقعون تحت وطأت احتلالا بكل تفاصيل أوجاعه وآلامه.. إننا شعبٌ يكافحُ من أجل استعادة حريته ودولته وحقه في تقرير مصيره.. شعبا يواجه حرب إبادة.. دعمها الشقيق ودافع عنها الصديق.. حرب إبادة.. وتعمل الأمم المتحدة على محو أدلة الإثبات عن مرتكبيها!!