فعلا فهو حلم وطموح نشدته جماعة الحوثيين من خلال الأعوام الماضية في سبيل إقناع مقاتليه ومؤيديه وفئة من مناطق سيطرتهم من الشعب الحياد وكثير من المشككين بزعمهم الحرب ضد أميركا وإسرائيل بنفس الوقت كسب مكاسب سياسية دعائية للجماهير بالداخل والخارج.
وتردد ذلك عبر صرختهم المكررة لأي تقدم أو تخلف عسكري أو لقاء أو فرح أو عزاء حتى، والتي هي الموت لأميركا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام.
وما يحدث من هرطقات ومسرحيات مصطنعة في البحر الأحمر لجذب انتباه العالم بقدرة الحوثيين على مواجهة أميركا والدول العظمى ما هي إلا ضحك على الذي لا يدركون السياسية وألاعيبها وقذارتها ومن تغلبهم العاطفة على العقل والمنطق والواقع وما أحداث البحر الأحمر والتراشق الإعلامي المهول والضربات العسكرية الوهمية التي يتحدث عنها الطرفان والتي لم تقتل خصيصاً لا جندي أميركي أو إسرائيلي من خلال أكثر من 26 ضربة عسكرية متنوعة من الحوثيين يتضح من كل ذلك أن الحوثي أداة للغرب وهم من وجهوا له الأوامر لزعزعة أمن البحر الأحمر والمياه الإقليمية والملاحة الدولية لكي يتدخلوا هم بصفة المنقذ ليتم تأمين هذه المياه الهامة والغاية للسيطرة على الممر البحري الذي يربط شريان التجارة بين 3 قارات.
وما يؤكد تحليلنا هو إذا كانت أميركا والغرب صادقين وجادين وهناك فعلا مواجهة وصدام حقيق مع الحوثيين لأعلنوا الحوثي جماعة إرهابية، لكن يتضح الأمر مخططا سوف يكتمل باتفاق غربي إيراني عبر أذرعها .
يترسخ أولا: تجميل صورة الحوثيين أمام المجتمع اليمني والعالم العربي والإسلامي من خلال وقوفهم ودعمهم لقضية غزة والقصف الوهمي للسفن الإسرائيلية المارة في البحر الأحمر والمياه الإقليمية والذي هو كذريعة لموقف حكماء الدول الإسلامية والعربية من خلال تنازل وتخاذل أغلبية حكومات الدولة العربية والإسلامية تجاه غزة.
وثانياً: والذي يرجح بأنه سوف تكون هناك مفاوضات من أجل فض وإيقاف الهجمات البحرية على السفن التجارية وذلك بمقابل تسليم الحوثيين مبالغ مالية كبرى لإيقاف التهديد والضربات والانسحاب من البحر الأحمر.
وثالثاً: هو الاعتراف الرسمي للحوثيين كسلطة شرعية حاكمة لصنعاء وبقية المحافظات المسيطرة عليها.
ورابعاً: وهو الأهم تمكين جماعة الحوثيين مثل ما تم تمكين حزب الله في لبنان والحشد الشعبي بالعراق وقوات بشار الأسد في سوريا.
أدى من خلال ذلك سقوط 3 عواصم دول عربية بل وانخراطهم بسلطات البلد الشرعية للعالم وذلك من أجل بقائهم وبسط نفوذهم.