طريقة إعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، عن إعادة تصنيف جماعة الحوثي في قائمة الإرهاب الأمريكية تُشعر المتابع بأن الهدف هو الضغط أو المساومة وليس التصرف بناء على مسؤولية واشنطن تجاه ما يفترض أنه سلوك إرهابي مفترض للجماعة المستهدفة.
ثمة رابطٌ قويٌ وتخادمٌ حصَّنَ جماعة الحوثي من الإجراءات العقابية الأمريكية وجعلها في أسوأ الأحوال لطيفة وغير مؤثرة، وإلا ما معنى أن تُمنح الجماعة هذه الفرصة لتجنب التصنيف، والتمتع بمكانة خمسة نجوم في سياق المواجهة شبه الحربية التي تجري في جنوب البحر الأحمر مع البحرية الأمريكية وتُتاحُ للعالم الاطلاع على مجرياتها فقط عبر الأخبار المسموعة.
هناك 30 يوماً تفصلنا عن سريان القرار ودخوله حيز التنفيذ وهناك استدراك مفاده أنه إذا أوقف الحوثيون نشاطهم في البحر الأحمر فيمكن إعادة شطب جماعتهم من القائمة الأمريكية للإرهاب ، وهو أمر قد يحدث إذا توقفت الحرب في غزة خلال هذه الفترة.
إن إعادة شطب جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب إذا ما تمت فستتحول معها هذه القائمة إلى سجل للنفاق السياسي الذي تبرره حالة الشراكة الأمريكية مع إيران وجماعاتها في المنطقة وأنتج هذا الكم الهائل من العنف والقتل والخراب والتهجير القسري في سوريا والعراق واليمن، وهي مشاهد تُجسد المعنى المطلق للإرهاب الذي منح واشنطن الفرصة لإعادة استباحة المنطقة واحتلال دولها ونهب نفطها وتعطيل القوة الجيوسياسية للأمة.