إلى الذين يهتفون للحوثي ويصفقون لمليشياته في هذا البلد أو ذاك، أو في هذه الدولة أو تلك، خذوه لكم، وولوه أمركم، ودعوه يتصرف في شؤونكم وحكم بلادكم حتى تعرفونه على حقيقته وتنعمون في ظل حكمه.
سيزيد في رواتبكم، ويقوي اقتصادكم، وينير مدنكم، ويبني لكم الجسور والطرقات والمطارات والمدارس والجامعات، وناطحات السُحُب، وسيقضي على الفقر والبطالة والتخلف، والحروب والجهل والأمية والطائفية، وستصبحون في ظل حكمه من أغنى دول العالم وأفضلها معيشة، وأعظمها علما وثقافة.
خذوه لكم وسيحفظ عليكم دينكم كما حفظ دنياكم، فلن يعيدكم للخرافة والكهانة وتقبيل الأقدام والرُكَب، ولن ينشر فيكم ثقافة الحوزات وخزعبلات الملالي واللطميات وضرب الرؤوس والصدور!
خذوه فقد شبعنا من نعيمه واستمتعنا حتى التخمة في ظل حكمه فالشعب اليمني يؤثركم به ومتنازل عنه، فخذوه هنيئا مريئا غير مأسوف عليه.
خذوه ولو عرفتموه كما عرفناه لما رضيتم بحكمه ساعة من نهار.
عندها ستعرفون أنكم مع الأسف ترقصون معه على جثث إخوانكم اليمنيين الذين يحبونكم وتحبونهم، وتسكبون الملح على جراحهم، وتدوسون على مشاعرهم وتسخرون بمصائبهم، لكنكم قوم لا تعلمون!
- قولوا ما شئتم، وزكوا الحوثي كيفما شئتم، فوالله لو اجتمع من في أقطارها، وزكوه جميعا بلسان واحد، لما قبلت تزكيتهم، ولا صدقت كلامهم، كيف وقد رأته عيني وهو يفجر بيوت الله عمدا، ويصرخ من على أنقاضها مفتخرا.
يسعكم السكوت لكن لا يسعكم تزكية الإجرام ولا مدح الباطل، وعند الله تجتمع الخصوم.