لا توجد أي ملامح تُذكر لإخراج اليمن من واقعه الكارثي الراهن في جميع المسارات.
الحديث عن حل سياسي لا ملامح له جدية, أو مشروع له واقعية يجذب اليمنيين للالتفاف حوله.. الأمم المتحدة لا تملك مساراً حقيقياً للحل والدول الداعمة لها لا تريد لليمن أن يخرج من واقعه الراهن..
الحكومة الشرعية بلا أي مشروع سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً.
يعيش اليمن حالة احتضار بطيء يلاحق الموت فيها كل شيء جميل ..
بنى تحتية تدمر, تاريخا يزور الحاضر يتم العبث به, والمستقبل غير واضح وبلا ملامح,
الموت يحاصر الجميع في الداخل والفقر, أصبح القاسم المشترك - باستثناء النخب الفاسدة - الصراعات البينية واستجلاب خلافات الماضي وتغذيتها, تقف وراءه مليشيات الحوثي وداعميها المحليين والإقليميين بكل قوة.
فشل الجميع, قيادة دولة وقادة أحزاب ومنظمات وقادة عسكريين وقادة مقاومة في إيجاد مشروع وطني يلتف حوله الجميع, متناسين خلافات الماضي, تجمعهم مخاطر الحاضر والتهديدات الوجودية, ويوحدهم الهدف المشترك للجميع, هزيمة مليشيات الحوثي وإنهاء الانقلاب.
عدم تجاوز خلافات الماضي في الوقت الراهن هزيمة كاملة لجميع القوى الوطنية الرافعة لشعار استعادة الدولة وتحرير العاصمة صنعاء وهزيمة الانقلاب, وجرم يقترفه الجميع تجاه الشعب الذي يتعرض في كل يوم - تستمر فيه هذه الخلافات - لكوارث لا حصر لها من عذابات وقتل وخطف وتعذيب ونهب تقوم به مليشيات الحوثي .. عوضاً عن الفقر الذي يسحق الجميع وأداة الموت الجديدة التي تطارد هذا الشعب «الموت جوعاً».
أثق في صدق توجهات الجميع إرادة وعقيدة في هزيمة مليشيات الحوثي.. هذا القاسم المشترك يجب أن يُبنى عليه مشروع يُجمع عليه الجميع..
المبادرة الجادة المتجردة منعدمة هنا.. لماذا لا يتقدم المؤتمر الشعبي العام بمشروع جاد أو يتقدم به العميد طارق أو حتى الإصلاح أو أي حزب سياسي أو قادة ميدانيين للمقاومة!!..
على الجميع أن يدرك أن هزيمة مليشيات الحوثي مكسب لليمن أرضاً وإنساناً وبداية عهد جديد.
لم يعد يهمني من كان ومن عمل ومن خان ومن لم يخن.. ما يهمني اليوم من الجاد والصادق في إنقاذ هذا الوطن من هذا الواقع الكارثي.. من مستعد أن يتجرد من الأحقاد والمصالح ويتبادل التنازلات مع الجميع من أجل الالتفاف حول مشروع إنقاذ للوطن, إنقاذ للشعب, مشروع هزيمة الانقلاب ووقف الفقر.
على الجميع أن يقفوا مع أنفسهم لحظة تأمل, قيادة المجلس الرئاسي وقادة أحزاب وسياسيين ونخب وصحفيين ونشطاء وأعضاء مجلس نواب وشورى.. أثق أنهم سيشعرون بالخجل إن جاز التعبير ..
مشروع سياسي لا يستثني المجلس الانتقالي إن كان جاداً في شعاراته بأن أمن اليمن والجنوب خصيصاً يفرض على الجميع هزيمة مليشيات الحوثي.
وأدعو لمنح المجلس الانتقالي وكل قوى الجنوب الضمانات التي تمنحهم مستقبلا حق تقرير المصير..
ضعوا مرة واحدة مستقبل اليمن هنا مجرداً عن مصالح ذاتية أو إقليمية.. أدعو الجميع دون استثناء للمبادرة بمشروع جامع ينقذ اليمن من مخاطر الراهن ويبعد الخطر الوجودي الذي يهدد الجميع " مليشيات الحوثي " .. الأمر يحتاج حالة صحوة وإرادة متجردة وتسامي عن الجراح..
الجمهورية اليمنية أرضاً وإنساناً أمانة في أعناق الجميع، وتفرض على الجميع وحدة صف صادقة متجردة لهزيمة الانقلاب الحوثي وتحرير العاصمة صنعاء واستعادة مؤسسات الدولة !!