;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

11 فبراير ثورة ما زالت تقاوم 470

2024-02-15 00:15:28

مر علينا 11 فبراير 2024م مرور الكرام، بينما لم يكن صباح ذلك اليوم يوم أعلنت الثورة 2011م كمسائه، ولا الناس فيه وقبله كالناس بعده، أنه يوم كان له صداه، يوم أن انتفض شباب اليمن ليعلن ثورة تغيير، ومن حينها لم تستقر البلد، وتفجرت معارك عدة في مواجهة تطلعات شعب وجماهير تواقة للإرادة الحرة، والمواطنة والعدالة والكرامة والرخاء.

11 فبراير 2011م يوم أن استيقظ ضمير الأمة في الركن اليمني للجزيرة العربية، كبركان شعبي أحدث هزات هددت عروش الطغاة في الإقليم ومصالحهم في اليمن، بركان بدأ من عدن واشتد في صنعاء، وحرك تعز وحضرموت والحديدة، وتجاوب معه كل الشرفاء والمظلومين والمقهورين، وكل مقصي ومهمش، هدد العالم المنافق، وتحركت كل مراكز الاستخبارات، وكل طامع بثروات البلد المنهوبة، كلا تحسس على رأسه بيوم الحساب والعقاب، من شعب خرج بالملايين يصرخ ثورة ثورة حتى النصر، يطالب المستبد بالرحيل، فما الذي حدث؟!!!

الذي حدث أن اليمن كان تحت أعين قوى الاستعمار العالمي، وتحت سيطرة أدواتها في المنطقة والإقليم، هذا الركن اليمني فيه من المقومات البشرية والمادية والمعنوية، فيه من الثروة والموقع الجغرافي، والتنوع الثقافي والفكري والعرقي والمناخي ما يجعله سيد العالم، مسيطرا على ركن مهم في العالم وشريط ساحلي أهم لحركة التجارة العالمية، ولن تسمح تلك القوى لهذا البلد أن ينهض ليهدد مصالحهم الخاصة، فحركت أدواتها الإقليمية والمحلية، وتحركت الآلة الإعلامية المنافقة لتعيد حقن المجتمع بالمهدات والمسكرات، لتعيد تموضع الأدوات، لإعادة السيطرة على المشهد، وفجرت في وجه الشعب فخاخ الاختلاف المذهبي والعقائدي، وأنعشت روح التناقضات والثأر السياسي وحالة الانتقام، وسلمت البلد لأدواتها الإقليمية لتدمر كل مقوماته، وتصنع من كل ذلك الحماس غير الواعي أدوات التدمير الذاتي، وتغذي صراعات الماضي، فتوزعت الأدوار وتم عسكرة المذهب والقبيلة وعسكرة الحياة وفق معايير لا دولة ولا حياة كريمة، وخرجت النعرات والعصبيات الجاهلية من مخابئها لتعلن عن كل الكره والحقد على الدولة وأدواتها المدنية، وتحركت لتغزو المدن وتجرف كل الأدوات المدنية، وأدوات التنمية السياسية والاجتماعية، أول ما استهدف الإنسان، بإهانته والدوس على كرامته بأدوات رثة مجردة من الضمير الأخلاقي والإنساني، ولا يهان الإنسان إلا في معيشته وراتبه، تجويعه وتحويله لمتسول أمام محلات الرعاية والدعم.

 استهدف التعليم بل دمر في البلد شماله وجنوبه، هو استهداف للنشء، استهداف للمعلم بأني المجتمع، واستهدفت النقابات ومنظمات المجتمع التي صارت مجرد دوائر في سلطة مرتهنة وتابعة لاستخبارات المستعمر، وتتحرك لتنفيذ العبث لا غير، وما تبقى من فبراير من ثوار التغيير غير بعض الأصوات، وهي تحت دائرة الاتهام والتخوين، يسمح لها أن تصرخ ببعض الأنين، وتقمع إذا شكلت تهديدا على المخطط المرسوم بعناية، بأدوات شبعت من أجل أن يجوع الناس، وتربعت سلطة لأجل إهانة كرامة الإنسان والوطن، وأصيبت بالتخمة والثراء، لكي يصاب الناس بالمجاعة والفقر والحاجة، يتسولون أمام قصور الملوك، ليتسول الناس ما يسد رمقهم من بقايا براميل الزبالة، إنه واقع فرضته علينا القوى المضادة لفبراير، بعد أن استهدفت كل القوى الثورية، واشترت ذمم البعض، ووظفت كل ما يمكن توظيفه للمؤامرة.

الثورة فكرة والفكرة لا تموت، ستبقى فبراير تعيش وتحاول أن تفرض نفسها على الواقع، وكل تلك المحاولات التي نشهدها في تسويات ومشاورات يبرهن أن فبراير هي الحل، وأن مخرجات الحوار الوطني هي المرجع لأي حل قادم وأن طالها بعض التغيير، ستبقى فبراير ثورة شعب ومصير أمة، مهما تطاول عليها المغرضون، أمام أهدافها يتحولون لأقزام، ولله في خلقه شؤون.

* يمن مونيتور

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد