التجمهر المخادع في ميدان السبعين كل يوم جمعة، يعكس طموحات الحوثيين لحصد مكاسب سياسية فورية من وراء قتال الإمبراطوريات ولتصدير مشهد الالتحام الجماهيري بمشروعهم المنبوذ إلى الخارج.
لم ينجحوا حتى الآن في تعظيم الحصة الأسبوعية من التجمهر الذي يجري تغذيته كل خميس ببيانات يحيى سريع الكاريكاتورية، حول دفعات الصواريخ التي دمروا بها بشكل "مباشر ودقيق" السفن والناقلات الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن.
كان أكبر حشد في ميدان السبعين قد حدث في أغسطس 2017، وكان احتشاد الأمل بالانعتاق من تغول المشروع الحوثي الذي بدأ يخنق صنعاء في ذلك الوقت، عكس ذلك الاحتشاد طيفا وطنيا واسعاً أراد أن يوجه التحية الأخيرة لزعيم؛ كان لا يزال يعدُ بتغيير الوقائع استنادا إلى خبرة ونفوذ ثلاثة عقود من الحكم، لكنه للأسف كان في ذلك التوقيت الحرج، يودع المشهد السلطوي فاقدا للسلطة والسيطرة والنفوذ.
لقد كان علي عبد الله صالح أمام تلك الفرصة التاريخية؛ قد فقد السيطرة وبات تحت مرمى النيران، لذلك ابتلع العبارات الأكثر أهمية التي كان يمكن أن تحول ذلك الاحتشاد إلى أمواج هادرة، تكتسح النفوذ الطارئ للحوثيين وظلهم الطائفي الثقيل.
أما اليوم فالغالبية العظمى ممن يتجمعون في هذا الميدان الواقع وسط صنعاء الجديدة؛ هم من منتفعي سلطة الأمر الواقع أو من الكتلة الصلبة الطائفية للجماعة، وهم نقطة في بحر صنعاء المليوني الذي يلفظ هذه الجماعة لأنها تهدد وحدته الوطنية وتعكر صفوه الاجتماعي وسلامه الأهلي.