قيادي انتقالي، كان مؤيداً للوحدة اليمنية بقوة، وكان يقول إن الوحدة دِينٌ، ورحب ذات مرة بالوحدة حتى مع الصين! ومنذ قال له الموول بلاش وحدة، قال : بلاش وحدة!
الوحدوي السابق، حتى مع الصين؛ صمت دهراً، وهو الذي لم يكن ليصمت، وأمس هاجم العليمي، أظن دون مناسبة، ولكن إمعاناً في الإخضاع والابتزاز أكثر، وفي سياق مزايدات؛ من يبدو انفصالياً أكثر ومتنمراً أكثر.
نحن في الحقيقة، لا نوفر العليمي إذا رأينا منه إعوجاجاً أو إذعاناً، لمجاراة مشروع التجزئة والانفصال، مثلما حصل في مناسبات سابقة، وقد يحصل في أي وقت لاحق، عند الضرورة.
لكن يجب أن يتأكد الدكتور رشاد العليمي أن كلما يقوم به من مراضاة للانفصاليين، على حساب وحدة التراب الوطني، لن يشفع له عندهم، وأنهم سرعان ما سينقلبون ضده، وها هي البوادر واضحة، ولم يسلم منهم الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي قال، وكان مُحقاً؛ إنه قدم للجنوب أكثر مما قدمته اتفاقية الوحدة أو اتفاقية العهد والاتفاق.
حتى أن مؤتمر الحوار الوطني تضمن فكرة المناصفة، الذي قال لي بن مبارك إنها مؤقتة، عندما انتقدت الفكرة، وهو يزورني مع محمد الأسعدي؛ في المكتب في 2013، عندما كنت في الإعلام، وطالب يومذاك أن تخصص القنوات التلفزيونية 85% من الوقت للمؤتمر!
ولم أوافق، في الحقيقة، وقد بدأ الترويج للانفصال وشرعنته، بالحديث عنه وكأنه أمر عادي وطبيعي، من خلال ذلك المؤتمر، الذي جمع نوايا صالحة وأخرى سيئة!
ولا مشكلة أن تكون الحكومة كلها من أبناء الجنوب العزيز، ولكن يجب أن تكون حكومة للجمهورية اليمنية وشعبها كافة، منصفة وعادلة، وترفع رأس اليمن واليمنيين جميعاً، ويشعر كل يمني ويمنية أنها حكومته وتمثله، وتطوي ملف التفرقة والانفصال، الذي تعددت أغراضه وأهدافه، ومنها التَّنَفُع والابتزاز والانتهازية، وخدمة أغراض خارجية.
بعد سقوط صنعاء بيد الحوثي، أعلن هادي عدن عاصمة، لكنه طُرِد منها بعد تحريرها، وعاش منفياً بعيداً عنها قسراً وجبراً، وبعيداً حتى عن مسقط رأسه أبين، وعن كل اليمن المحررة!
الانفصاليون جاهزون، في هذا الزمن، زمنهم في الحقيقة، بسبب ما يقدم لهم من دعم خارجي سخي، للتنمر على أي شريك في الوطن، وحتى على من خدمهم بلا حدود، ولو كانت صفته رئيس دولة، ولو كان من الجنوب، أما إذا كان من الشمال، فهذا سبب كافٍ ومحفز للتنمر والمزايدة والتجاسر والاستضعاف، وحتى الإذلال المفرط.
ويبقى الأهم هو أن لا تكون هناك قابلية للإذلال والخنوع عند من يعنيهم الأمر.
مقابل التنمر على أبناء الوطن، مهما علت مناصبهم، وإن كانت اسمية، قد يذهب أولئك المتنمرون بعيداً في الابتذال مع الغير من خارج الوطن. مع أن الابتذال لا يليق ولا يمثل كبرياء اليمن العظيم، بكل جهاته الأربع، حتى في مثل ظروفه الصعبة هذه.