التاريخ مليء بالأمثلة التي تثبت أن الرجال هم من يكونون دائما في الخطوط الأمامية للدفاع عن القضايا العادلة، الوطنية والاجتماعية، فعند تفاقم الأزمات واشتداد المحن والتحديات، يقف الرجال كالجبال سدا منيعا للبلاد وأهلها، يقدمون أجسادهم ودماءهم وفلذات أكبادهم رخيصة في سبيل عزة وكرامة وحرية الأرض والإنسان، تلك الوقفات البطولية ليست مجرد أفعال فردية أو مزاجية أو لرغبات أشخاص بعينهم أو لأجندات خارجية، بل هي تعبير عن روح الانتماء والتضحية من أجل المصلحة العامة للوطن.
ففي الأوقات الحرجة، تجد الرجال مستعدين للتضحية بكل ما يملكون من أجل الدفاع عن الوطن، لا يترددون في الوقوف بوجه الأعداء، يواجهون الرصاص بصدور مفتوحة، يقدمون أرواحهم فداء للكرامة والحرية والاستقلال، في مواقف بطولية تعكس روح الشجاعة والإقدام التي يتمتعون بها، وتجعلهم درعا واقيا يحمي البلاد من كل خطر يهددها.
ورغم هذه الأدوار البطولية والتضحيات الجسيمة، نجد أحيانا المجتمع أو النظام يواجههم بالتجاهل أو تهمش جهود أولئك الرجال الصادقين، مما يؤدي إلى فقدان الحافز لديهم، فالتهميش لا يؤثر فقط على الأفراد، بل ينعكس سلبا على المجتمع بأسره، فكل يوم يُدار فيه الظهر للمناضلين والمضحين هو يوم يُفقد فيه موطن شرف في هذه البلاد، فالتقدير والاعتراف بجهود الأبطال في غاية الأهمية لضمان استمرار الروح الوطنية والحفاظ على استقرار البلاد.
يجب على الجميع أن يدرك أهمية تقدير جهود الرجال المناضلين والمضحين، فالاعتراف بتضحياتهم وتعظيم دورهم في الدفاع عن الوطن يعزز من معنوياتهم ويزيد من استعدادهم للتضحية في سبيل المصلحة العامة للأمة، وهذا الاعتراف يجب أن يتجسد في كل جوانب الحياة، من خلال التكريم الرسمي والشعبي، ورعاية ودعم أسر الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين الذين لا زالوا في الثغور.
إن أولئك الرجال الذين قدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل الدفاع عن القضايا الوطنية العادلة يستحقون كل التقدير والاحترام، وتهميشهم يعني تهميش تاريخ من البطولات والتضحيات والنضال، كرموا هؤلاء الأبطال واعترفوا بجهودهم، لكي تبنوا مستقبلا يستند إلى التضحية والشرف والوطنية.