جماعة الحوثي؛ مثل أسلافها عصابة فتنة طيلة ألف سنة. تخمد عشرات السنين ثم تشعل فتنة جديدة، فيتصدى لها اليمانيون فيطفؤون فتنتها، ويستوعبونها عفوا، وتسامحا، وتكرما، فتتجمع فلولهم بعد أجيال لتثير فتنة دهماء من جديد.. وهكذا.
وحين أثارت جماعة الحوثي فتنتها مؤخرا، متنكرة لتسامح الثورة والجمهورية، خرجت ترفع مزاعم المظلومية، وهي من ظلمت اليمن واليمنيين بما أثارته من فتن طيلة الألف سنة الماضية.
حسنا، تزعمون بأن لكم مظلومية؟ لو صدقت دعواكم لما غرقتم إلى الأذقان في ممارسة، وارتكاب سيل من الجرائم والمظالم بحق اليمنيين.
أي مظلومية اليوم أوضح ظلما من شخص عمدتم إلى اختطافه، وإخفائه قسرا وإجراما، هو المناضل محمد قحطان، فأخفيتموه عن أهله، ومنعتم زيارته، وأحرمتموه من دوائه، ورميتم وراء ظهوركم كل مفردات وقيم العدل، والحق والحربة، والحقوق الإنسانية، وغدت أكاذيبكم (المسيرة الجرآنية) تمام الشبه والتوافق مع عصابات الكيان اللقيط، ومتطابق مع ادّعاء وليّة نعمتكم التي ادعت انها الحارس الأمين لقيم الخير والحرية، وحقوق الإنسان؛ فإذا هي أكثر عداء للحرية، والخير، وضد حقوق الإنسان.
لقد بلغ فزع مليشيا الحوثي الإجرامية من المناضل محمد قحطان، أن سيطر عليها الرعب لمجرد تصورها أن تراه في ميدان الفعل السياسي حرا ينافح بالكلمة والقلم، فتحولت بمجاميع قادتها أصناما لا تنطق عنه بخبر، ولا تنبس عنه بمعلومة، متجاوزة كل حقوق إنسان اختطف قسرا وخفية، وإرهابا.
كان المناضل محمد قحطان ضمن من شملهم قرار مجلس الأمن 2216 منذ تسع سنوات بالإفراج، فتم الإفراج عن الجميع إلا محمد قحطان، الذي خذله المجتمع الدولي، بخذلانه قرارا صدر عنه.
يتحرك مبعوثو الأمين العام للأمم المتحدة مطالبين بالسلام، ومروجين لعملية السلام، وكأن مظلومية محمد قحطان، ليس ركنا من عملية السلام المرتقبة، وليس له من حق أو نصيب في أن يجد السلام هو، وأبناؤه وأسرته، وكل محبيه؟
عن أي عملية سلام يتحدث مبعوثو الأمين العام للأمم المتحدة، وهم يروحون، ويجيؤون بنفسية الموظف الذي يؤدي وظيفته كيفما اتفق غير عابئ بتحقيق نتيجة، ولا أداء دور، ولا يهمه، كما قال بعضهم إلا ما يتقاضاه ...!!
إن الإفلاس الأخلاقي، والأدبي، والقانوني تظهر بوضوح حين تطل ضغوط هناك، أو هنالك، وبشراسة سرا وجهرا، ثم تغيب الضغوط، أو المحاولات تجاه تنفيذ قرار المجتمع الدولي، أو لمصلحة مختطف اختطف قسريا من عصابة عسكرية مارقة.