ما يحدث في مسقط إجراء شكلي لا قيمة له.. المفاوضات الحقيقية تتم تحت الطاولة بين الشقيقة السعودية ومليشيات إيران الحوثية..
الحديث عن مفاوضات مسقط لا يعدو عن كونه شكل من أشكال الإخراج الذي تتبناه الشقيقة.. حتى الحاضرين إلى مسقط يدركون أنهم كومبارس يفرضه سيناريو المشهد المرسوم.
الإشكالية ليست في الشقيقة ولا في مليشيات الحوثي.. فتلك دولة تبحث عن مصالحها ونفوذها وتلك مليشيات تبحث عن انتزاع اعتراف بشرعيتها.. الإشكالية في قيادة الشرعية رئاسة وبرلمان وحكومة وأحزاب ومكونات ونخب سياسية وثقافية وإعلامية واجتماعية، والتي قبلت لنفسها أن تبقى في مشهد يرسم مستقبل الجمهورية اليمنية ومستقبل نظامها ووحدتها وعقيدتها..
كومبارس أو بمعنى أوضح أصنام في شكل قيادة وأعضاء برلمان وقادة أحزاب، يمنحون تلك المشاهد مشروعية التمرير والمرور.
نحن من يدمر ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا حين قبلنا بالصمت منذ انطلاق عاصفة الحزم وحتى اللحظة..
كيف نريد لأنفسنا وجوداُ ومكانة ونحن نكرم اللصوص وقطاع الطرق والفاسدين ونوليهم أعلى المناصب!!.. فأصبحنا مسخرة المحيط والعالم.. بل أصبحنا ساحة المليشيات بلا منازع ..
من وجد لنفسه داعم وتمكن من جمع مئات المسلحين أصبح مكوناً يوجب على الدولة التنازل له وشرعنته ..
ما يحدث في مسقط جريمة من جرائم هذا الصمت وهذا التخاذل والخذلان .. الكل مجرمون في حق هذا الشعب وهذا الوطن وهذه الجمهورية وجيشها الوطني ومقاومتها .. لا أستثني أحداً ..
ماذا سيكتب التاريخ!! .