تهديدات زعيم مليشيات الحوثي بعيداً عن مصداقيتها أم أنها في سياق تفاهمات ثنائية للضغط على الشرعية ومكوناتها للقبول بوجبة خارطة طريق جاهزة.
تلك التهديدات أياً كانت واقعيتها ومصداقيتها فإنها تعكس واقعية ذات مدلولات تمس كيان الشقيقة.. سقوط الهيبة ..
الجرأة في حدة الخطاب ولغة التهديد والتي وصلت إلى نشر صورة مطار الرياض مع إحداثياته حتماً ستكون تداعياتها تطاول مليشيات أخرى تتواجد في منطقة الجزيرة والعراق خصوصاً للتطاول على السعودية.
إسقاط هيبة الدول يمثل اختصار نصف الطريق لأعدائها من أجل تفكيكها والإجهاز على تلك الدولة التي باتت بلا هيبة تذكر .
عبر التاريخ تدفع الدول وتخسر وتغامر من أجل صناعة هيبتها في المحيط الإقليمي والدولي.
أما الشقيقة السعودية فقد اتخذت طريقاً مغايراً.. إسقاط هيبة الدولة إقليمياً ودولياً والتي صنعت خلال 100 عام خاضت فيها المملكة حروباً مختلفة وواجهت أزمات متعددة فرضت على نفسها الحفاظ على هيبة الدولة مهما كلفها الأمر.
الواقع اليوم يقول إن الشقيقة باتت بلا هيبة وإن امتلكت أقوى الأسلحة ..
هيبة الشقيقة سقطت في اليمن جراء انحرافها عن سياسة التحالف العربي المعلنة والتي من أجلها قبلت الشرعية (رئاسة وبرلمان ومكونات وحكومة) تدخلها في اليمن.
اليوم وفي كل الأحوال حتى وإن كانت تهديدات مليشيات الحوثي تأتي في سياق التفاهمات البينية للضغط على الشرعية لتقديم آخر التنازلات.. فإن الرياض الخاسر الأكبر اليوم, تخسر هيبتها وغداً ستلحقه خسائر أكثر كارثية تمس وجوديتها.
مازال في الوقت متسع لتدارك الأخطاء، إن كانوا يعقلون ويبصرون!.