الحديث عن مفاوضات اقتصادية مع مليشيات الحوثي وفي مقدمة ذلك تصدير النفط، وأن هناك ترتيبات لإعادة التصدير..
أقولها وبكل وضوح: لا يوجد أي مفاوضات بخصوص تصدير النفط بين الحكومة ومليشيات الحوثي..
مستقبل النفط وتصديره وتوزيعه وحصة مليشيات الحوثي وحصة الحكومة الشرعية، كل ذلك انتهى التفاوض حوّله بين السعودية ومليشيات إيران الحوثية في نفس تاريخ وقف تصدير النفط.. أي في وقت تنفيذ هجوم مليشيات الحوثي على ميناء تصدير النفط في شبوة.
وقف تصدير النفط يأتي في سياق التفاهم السعودي ومليشيات الحوثي، وهبوط العملة ووصولها إلى أدنى مستوى لها اليوم.
كل ذلك في سياق التهيئة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين السعودية ومليشيات الحوثي.
كثير من الملفات تم التفاهم حولها، حتى تشكيل مجلس القيادة والإطاحة بالرئيس هادي.
منذ نهاية العام 2017 والشقيقة لا تخطو خطوة داخل اليمن إلا بتفاهمات مسبقة مع مليشيات الحوثي.
في العام 2018 حذر أحد القيادات العسكرية للتحالف قادة الجيش الوطني من وجود تفاهمات أمريكية إماراتية حوثية وبحضور إيراني على إعادة تموضع الجيش الوطني من مشارف صنعاء إلى ما بعد معسكر (كوفل) في صرواح وإعادة تمكين المليشيات من السيطرة على الجوف، وحين سُئل عن موقف المملكة قال: لا نملك إلا أن نكون معهم.
أنا لا أتحدث عن تحليل بل عن معلومة أكيدة لا تقبل التشكيك، أثناء احتدام معركة الجوف خاطب قادة الجيش الوطني قائد التحالف الجديد بعد إقالة فهد بن تركي، يطالبه بدعم عاجل من الذخائر وبعض عتاد السلاح والصواريخ المضادة للدروع باعتبار الجيش محظور عليه من التحالف شراء السلاح واستيراده وأن نافذته الوحيدة في تزويده بالسلاح كان التحالف.
جاء رد قائد التحالف الجديد بن مطلق كتابياً - اطلعتُ عليه بنفسي في حينه:
«حياكم الله، سنتعايش مع جنوب المملكة مثلما تعايشنا مع شمالها، وبلادكم دافعوا عنها«.
حين قرأتُ ذلك الرد أبلغتُ الكثير من ذوي الشأن وأصحاب القرار بأن رد قائد التحالف كان الأصدق على الإطلاق من بين كل قادة ومسؤولي التحالف، وأن على قيادة اليمن وخاصة الجيش أخذها بجدها، والعمل على ما جاء فيها من نصيحة، وأن التحالف منذ ذلك التاريخ لم يعد في سياسة أهدافه دعم الشرعية أو هزيمة المليشيات، وأن سياسة التحالف انحرفت نحو تفكيك الشرعية وإضعاف جيشها والعمل على إنهاء جميع مكاسب الشرعية السياسية والعسكرية.
لذلك عمل التحالف على تجاوز قرار مجلس الأمن 2216 رغم أنه من أهم المكاسب للتحالف والحكومة الشرعية، وعمل على إضعاف قدراتها العسكرية من خلال دعم الانقلابات في الجنوب، وتمكين مليشيات أخرى من السيطرة على الجنوب، ومحاصرة الجيش في مأرب والبيضاء والجوف وشبوة وتعز وإيقاف تقدمه في الحديدة.
بإيجاز وبكل وضوح، كل ما نعانيه من انتكاسات اقتصادية وسياسية وعسكرية لصالح مليشيات الحوثي كان وفق تفاهمات طهران الجنوب وطاولة مسقط.
الحديث عن مفاوضات، حديث خديعة، وإجراء لتمرير تلك التفاهمات التي لم يشارك فيها الجانب الرئاسي أو الحكومي أو السياسي للشرعية بل لا يمثل مصالحنا ولا علاقة لنا به.
اليوم، نعم نتجرع سم تلك التفاهمات من نافذة قيادة الشرعية الضعيفة المرتعشة المستلبة،
لكننا ورغم ذلك نؤمن أن الله فوق الجميع وأن الله خير الماكرين، سنقاوم بكل ما يمكننا كل تلك المؤامرات التي تهدف لاغتيال قضيتنا العادلة، هزيمة المليشيات وإسقاط الانقلاب وتحرير العاصمة صنعاء واستعادة الدولة.
لن نحيد عن ذلك الهدف حتى لو كان الأمل في تحقيقه بحجم خرم الإبرة، لن نتراجع ولن تلين عزيمتنا ولن يدخلنا اليأس، كيف نلين ونيأس ونحن نؤمن بعقيدة صلبة أن الله معنا وناصرنا وأن ماعلينا عمله أن نصدق مع الله ومع شعبنا ومع أنفسنا، والنصر بإذن الله حليفنا.!!