أشار الرئيس الراحل ياسر عرفات - رحمة الله عليه - أثناء حديثه لعدد من الصحافيين إلى عملة نقدية معدنية للاحتلال الإسرائيلي يوجد مكتوب على أحد وجهيها إسرائيل الكبرى مع خارطة جغرافية تقتص أجزاء من مساحات الدول العربية، ولكن الأهم أن تلك الخارطة تضم ثلث مساحة المملكة العربية السعودية، وهنا يجب الوقوف والتأمل.
إذا كان حلم الاحتلال في إقامة دولته الكبرى يمتد إلى اجتزاء ثلث أراضي المملكة، وفي المقابل تحلم إيران الفارسية الشيعية بإعادة إمبراطوريتها التي تمتد إلى ضم ما يقارب نصف أراضي المملكة العربية السعودية.
وهنا نحتاج إلى وقفة وتأمل لما يجري في محيط المملكة وما يجري في جزيرة العرب والوطن العربي.
إذاً فالهدف لكلا مشاريع الاستعمار الصهيوني والفارسي واحد وهو إسقاط المملكة العربية السعودية.
إذاً وبكل بساطة علينا إدراك لماذا تتوحد إرادة المستعمر الصهيوني والغربي والفارسي على رعاية ودعم المليشيات الطائفية على امتداد الجغرافيا العربية عموماً والجزيرة العربية خصوصاً.
وفي ذات السياق نجد أن الحفاظ والدفع بتمدد مليشيات الحوثي تمثل ضرورة للمشروعين الفارسي والصهيوامريكي والغربي، وإذا أخذنا بتقييم ودراسة وتحليل لمتغيرات الأحداث نجد أنها تأتي في مخطط يخدم تحقيق أهداف المشاريع.
من خلال الصورة العامة للمشهد اليوم، يشعر المراقب أن منطقة الجزيرة العربية ومحيطها تشهد صراع تمدد النفوذ وأن مستقبل دول المنطقة بات محسوماً بين طرفي الصراع والنفوذ، بما يعني أن تقسيم ما تبقى من دول المنطقة حسم أمرها واتخذ القرار، وجاري التنفيذ، والتنفيذ يقتضي هيمنة إيران على الجغرافيا اليمنية، وإضعاف مصر اقتصادياً، واحتلال البحر الأحمر عسكرياً، والزج بالسودان في أتون حرب طاحنة.
هذا الضعف الواقع في الدول العربية المطلة على البحر الأحمر، والمحيطة بالجزيرة العربية، كل ذلك يجعل من المملكة العربية السعودية دولة ضعيفة رغم إمكاناتها الاقتصادية وقدراتها العسكرية.
فقدان المملكة لعمق أمنها ونفوذها في العراق واليمن وسوريا والسودان، كان الهزيمة الحقيقية لها ولم يكن البداية، فما بعد ذلك تحصيل حاصل ومسألة وقت لا أقل ولا أكثر.