إنه لأمر مؤلم أن نرى جريحًا أو معاقًا من أفراد الجيش، يعتمد على عكازته، وهو يبحث عن مستحقاته أو قيمة العلاج من المندوب المعني، الذي يُعرف بالمالية، بينما يتجاهل الاتصالات. من المحزن أن هؤلاء الأبطال، الذين رسمت دمائهم على هذه الأرض الطاهرة، يفتقرون إلى تلبية احتياجاتهم الأساسية.

أحد الجرحى في الشبواني اتصل من هاتفي ليعبر عن يأسه من عدم استجابة المندوب المالي، فسألته عن الوضع، فإذا به يقول إنه بحاجة إلى سلفة من راتبه. في النهاية، غادر وهو يشعر بالألم والحسرة، محبطًا ومقهورًا. من يلتفت إلى معاناة هؤلاء الأشخاص؟

وآخر وجدته بعد ساعة، متكئًا على عكازته، في نفس المكان الذي مشيت فيه، كان يبحث عن المندوب وأكثر ما يؤلمه هو جروحه الخطيرة، وهو يرتعش من شدة البرد في العشرين من عمره. كان في انتظار المندوب حتى وصل، ثم أعطاه ثلاثة آلاف ريال. كان يتحدث بصعوبة نتيجة الجرح والبرد الشديد. ورغم كل ذلك الانتظار، بدا الأمر وكأنه لا يعني أحداً، حيث قال: ماذا يمكنني أن أفعل لك؟. وعلق قائد الكتيبة بأنه بحاجة لتحويل الأموال، لكنه متردد في ذلك. وصلنا إلى وضع مزرٍ جداً، حيث يجب صرف رواتب الجيش.

 بلا خجل ولا كرامة، كل من يتلاعب بحقوق الناس، لقد سكتنا على تجاوزاتكم وازداد فسادكم. إن هؤلاء الذين نُزفت دماؤهم لم يقدموا أرواحهم لأجل أن يصبح بعضكم سادة يُعبدون على الأرض، بل سُفِكَت دماؤهم من أجل تراب الوطن، وليس من أجلكم. لقد ارتكبتُم جرائم أكبر من أن تُحتمل، حين تولّون قيادات الجيش والكتائب أفرادًا لا ضمير لهم، ولا إنسانية. عليكم بمراجعة أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، واسألوا عن جرحاكم واستفسروا عن أحوالهم،

إلى وزير الدفاع: إن أبطال الجيش الوطني يتطلعون إليك بعد الله تعالى ليظل الأمل متجددًا في نفوسهم.

إلى رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق صغير بن عزيز: أود أن أوجه تحية إجلال وتقدير للأبطال المناضلين من منتسبي الجيش الوطني، الذين يعانون من الجراح والإعاقات، ويواجهون الألم بصمت، جراء وطنيتهم العميقة. إن أسرهم تعاني من الفقر الشديد، بينما هم في الجبال والمناطق الجبلية.

الكثير منهم يشيد بك وبوطنيتك وإخلاصك، لذا أرجو منك أن تظل مخلصًا.

أصرفوا رواتب الجيش.