ما حدث في أبين جريمة إرهابية مدانة ومستنكرة ومرفوضة, ونسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى, ولا يقبل بتلك الجريمة إلا إنسان منعدم الأخلاق والقيم ..
صناعة الفوضى هي صناعة الإرهاب .. صناعة المليشيات نافذة لصناعة الإرهاب .. غياب الدولة يعني حضور الإرهاب، غياب العدالة يعني حضور الإرهاب، الاستبداد وممارسة الانتهاكات والعنصرية كلها أدوات تستدعي الإرهاب.
نحن بحاجة جميعنا شمالاً وجنوباً إلى تدارك خطورة مايتم تنفيذه في سياق تطبيق خارطة الطريق.
علينا إدراك أن عدم توحد الصفوف يعني تمدد مليشيات الحوثي, يعني تمدد الإرهاب, يعني انهيار الاقتصاد, انهيار كل شيء، لن يبقى لأحد أي شيء يقيم عليه طموحاته وأهدافه.
الفقر يغزونا جميعاً شمالاً وجنوباً، بسبب عدم تصدير النفط والغاز، تلبية لإرادة مليشيات الحوثي، وغداً ستمنح مليشيات الحوثي أكثر من نصف إيرادات النفط والغاز في شبوة ومأرب وحضرموت، فيما نحن مازلنا نلعب في دائرة العبث التي رسمها لنا اليوم من يمنحون مليشيات الحوثي كل شيء وينتزعون منا جميعاً كل شيء.
اليوم على إخواننا في الجنوب مناقشة الواقع ومعطياته بمسؤولية دون الهروب لخلق معارك جانبية مع الشرعية ومكوناتها.
اليوم من يقف ويمنع الوصول إلى تحقيق مطلب حق تقرير المصير ليست الشرعية ولا مكوناتها، من يمنع ذلك هم من يمنحون الحوثي كل المكاسب السياسية والاقتصادية.
إيران ومليشياتها تحلم اليوم باحتلال ما بعد خارطة اليمن شمالاً وجنوباً، تخطط لما بعد ذلك، إيران ومليشياتها الحوثية انتهت من التفاوض حول مستقبل اليمن شمالاً وجنوباً، ومايتم اليوم هو تنفيذ ما اتفق عليه.
من تفاوض مع إيران ومليشياتها الحوثية لم يستشر ولم يرجع لا للشرعية ومكوناتها ولا للانتقالي وشركائه، هذا الأمر يجب التوقف أمامه بمسؤولية،
نحتاج للحظة مصارحة مع بعضنا البعض ومكاشفة لندرك حقيقة أن حلفاءنا - حسب ما اعتقدنا - قد باعونا قبل سنوات وما يجري الآن عملية تسليم، تسليم حاضرنا ومستقبلنا جميعاً لإيران ومليشياتها.
الجميع يدرك ذلك قيادة الشرعية ومكوناتها وكذلك قيادة الانتقالي وشركائه، لكن الجميع يهرب من مواجهة الواقع ومن المصارحة والمكاشفة.
دعونا نتوقف عن المهاترات للحظة ونقف مع أنفسنا ونتعاطى مع الواقع ومعطياته بمسؤولية, سنجد أننا جميعا أمام تحدٍ وجوديٍ، وأن أياً منا لا يقدر على إلغاء الآخر وإنما ما يتم أننا نلغي وجودنا جميعا لأجل مشاريع ومخططات وتفاهمات غيرنا التي كنا ومازلنا حتى اللحظة ننفذها حرفياً بلا وعي وبعمى بصيرة.
إنها لحظة الحقيقة.. فهل نعمل لها جميعاً !!