هجوم مليشيات الحوثي على منشأة صافر النفطية في سياق الحرب الاقتصادية التي تخوضها المليشيات على الشعب اليمني. وكان متوقعاً بعد نجاحها في إيقاف تصدير النفط من خلال ضرب موانئ التصدير في شبوة دون أي رد فعل من الحكومة الشرعية جراء ضغوطات التحالف.
خطورة هجوم اليوم على منشأة صافر أنه يستهدف فرض حصار خانق على مأرب والقوات الحكومية «الجيش الوطني» والتي تعاني أصلاً من حصار شديد تفرضه الحكومة على الجيش الوطني وقوات الأمن من خلال عدم توفيرها للسيولة الكافية لصرف المرتبات وتغطية نفقات الجيش والأمن والمقاومة.
ما حذرنا منه بالأمس أصبح اليوم واقعاً، قلناها وبالصوت العالي: يجب على الحكومة ردع مليشيات الحوثي جراء ضربه لموانئ تصدير النفط، لكن تخاذل الحكومة ورضوخها لضغوطات التحالف بالتزام الصمت وعدم اتخاذ أي إجراءات رادعة ضد مليشيات الحوثي، ندفع ثمنه اليوم باستهداف منشأة صافر.
استهداف منشأة صافر سيكون بمثابة قنبلة تنفجر في وجوه الجميع وسيكون المسمار الأخير في نعش الاقتصاد وسيؤدي إلى انهيار كارثي وغير مسبوق للعملة.
نحن نواجه حرباً أشد من حرب البنادق دون أي مقاومة وتحرك من الحكومة وقبلها مجلس القيادة.
التراجع عن قرارات البنك المركزي كانت بمثابة الضوء الأخضر لمليشيات الحوثي لاستكمال حربها الاقتصادية بدعم وتأييد -للأسف الشديد - ممن يعتبرون أنفسهم حلفاء لنا.
الاستمرار في هذا التماهي يكاد يسقط ويدمر كل شيء, كل شيء..
هل ما حصل اليوم جرس إنذار أخير كافٍ ليستيقظ الجميع ويتحركوا لردع المليشيات؟ََ!!.
الخيارات أمام الحكومة كثيرة لردع المليشيات، وأهمها إغلاق ميناء الحديدة، ومطار صنعاء وعودة إجراءات البنك المركزي.
نحن في معركة لحظية فارقة وجودية، لا مجال فيها لمجرد النقاش، يجب اتخاذ القرارات الجريئة وفوراً، أكررها: لا مجال لضياع اللحظة الراهنة يجب التحرك وفوراً.
ويجب على قوى الداخل التحرك لمناقشة تداعيات ماتم وما يتوقع أن يتم واتخاذ كل التدابير الممكنة..
اللهم إني بلغت وحذرت وأنت الشاهد على ذلك.