اللحظة التاريخية المفصلية والحاجة الوطنية الملحة وخطورة المنعطف الذي يمر به الوطن تحتاج إلى عملية دمج وتلاحم وانصهار كل من المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح في جسم سياسي وطني جامع ينتشل البلاد من الوضع المتردي ويواجه معركة الوجود التي تواجهها اليمن أو على أقل تقدير قيام تحالف وطني عريض وكتلة تاريخية فاعلة لاستعادة الدولة وإعادة الاعتبار للنظام الجمهوري ركيزتها الأساسية الإصلاح والمؤتمر.
الزخم الشعبي بالاحتفاء بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام وخصوصًا المشاركة الواسعة والصادقة من قبل منتسبي التجمع اليمني للإصلاح في مأرب وتعز وكل المحافظات ظاهرة تعافي مهمة ومفصلية في الحياة السياسية وتأسس لمرحلة تلاحم وطنية تستعيد فيها البلاد القها الجمهوري وهنا يجب التأكيد على الآتي:
استعادة المؤتمر الشعبي العام لدوره السياسي ضرورة وطنية لعودة الحياة السياسية بوعي وطني جمهوري وتحريك آلية النضال الوطني بأدوات وطنية دستورية لمواجهة المليشيات المسلحة والأفكار المتطرفة والخرافة الكهنوتية.
حاجة المؤتمر إلى العودة إلى الثوابت الوطنية التي تبناها الميثاق الوطني وعلى أساسها تم تأسيس المؤتمر باعتباره أحد أهم البوابات الوطنية لاستعادة الدولة.
حاجة المؤتمر للتخفف من العفش الزائد المرتكز على المصالح الذاتية ومنظومة الاختراق السلالي وعناصر التأزيم التي لا تعيش وتتكاثر إلا في الأوساط الموبوءة المبنية على الصراع والفتن وتجاوز ثقافة الثأر السياسي.
الإصلاح يمثل القاطرة الأهم في مواجهة التحديات ورأس الحربة في معركة الكرامة الوطنية يستحيل من دونه استعادة الجمهورية وبناء اليمن الاتحادي.
حاجة الأحزاب إلى التغير بشكل مؤسسي ملحة وخصوصًا داخل الإصلاح الذي تمثل حالة الركود والتغير فيه الأكثر استعصاءً في الحالة السياسية اليمنية.
قيادات الصف الأول تمثل جيل المخاوف والحسابات التي تعدها المعطى الرهن وبالتالي لا تستطيع اتخاذ قرارات شجاعة تتلاءم واحتياجات المرحلة وطبيعة الصراع بينما القيادات الوسطية لا تملك نزاهة ومثالية قيادات الصف الأول ولا فدائية وبسالة القواعد فتقتات في بقائها على ركود الأول وفي مشروعية بقائها الوطني على تضحيات القواعد وفيها بيت الداء ضعف في الكفاءة والخبرة ومستوى متدني في النزاهة والشفافية.
المؤتمر الشعبي العام يملك القدرة على إدارة الدولة لاتصافه بالاعتدال واعتماده على الكفاءات.
التجمع اليمني الإصلاح يملك امتداد حركي تنظيمي وسياسي يشكل درع وركيزة الحفاظ على الدولة ودينامو التلاحم الوطني الجماهيري بين القيادة والشعب، وشكل تاريخيا الرافد الأهم لدعم نظام الرئيس صالح -رحمه الله- بما يخدم تماسك الدولة ومواجهة التحديات والمخاطر الوجودية للجمهورية والدولة.
يدفع شباب ومنتسبي الإصلاح ثمنا كبيرا في معركة الكرامة الوطنية واستعادة الدولة، ويسددون الجزء الأكبر من فاتورة الحرب مع ضعف شديد في أداء القيادات في تحقيق أي مكاسب سياسية للحزب تتناسب وتلك التضحيات الجسام الذي يقدمها أنبل شباب اليمن وأصدق من على هذه الأرض.
حفظ الله اليمن ،،،