زيارة الأخ رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي إلى تعز تحمل دلالة تتجاوز العنوان الرسمي لها لتمثل اختراقاً أمنياً وسياسياً وعسكرياً لجغرافيا تعد أكثر اشتباكاً وتشابكاً في المعركة المصيرية مع المليشيات الانقلابية الحوثية.
لقد ظلت تعز (الجزء المحرر منها) في وضع يمكن اعتباره منزلة بين المنزلتين، فالجزء المحرر مطوق بالجزء المحتل من تعز، واستطاعت أبواق الدعاية الحوثية أن تخلق انطباعاً عاماً عند الناس بأن الجزء المحرر إنما هو في مرماها، وأن بيدها أن تعيده إلى طاعتها إذا ما قررت ذلك.. أي أن بقاءه "محرراً" لا يعني أن لا نفوذ لها عليه، وأن هذا الوضع إنما تفرضه حساباته المؤقتة.
الزيارة اقتلعت هذا الانطباع من جذوره، وهنا تكمن دلالة الزيارة بمعناها الاستراتيجي في المواجهة مع الحوثي. أي أن تعز بعد الزيارة غير تعز قبل الزيارة، سواء بالحسابات الجديدة للحوثي، أو بحسابات الشرعية التي يفترض أن تكون قد اقترنت بالزيارة.
إن النقاط التي حوتها رسالة مقاومة تعز في ترحيبها بالزيارة هي بيت القصيد في معادلة المواجهة القادمة مع الحوثي، إذا ما أردنا أن نستوعب المعنى الحقيقي لهذه الزيارة الهامة، فالحوثي الذي كان ينظر إلى تعز كغنيمة مؤجلة إلى حين، سيتحرك بملء قوته لمواجهة المتغير القادم.