ليس من المستغرب أن تسقط السدود المبنية، وكذلك الطرق المعبدة، والمدارس، والمستشفيات في المناطق التي تخضع لسيطرة الميليشيات.
في ظل سلطتهم، سيسقط السد، ويتوقف المعهد عن العمل، ويدمر الطريق المعبد.
وسوف يتوفى الذين كتب عليهم الموت، بينما يظل على قيد الحياة من كان مقدرًا له الاستمرار، لكنهم هم فقط من سيكون في حالٍ جيدة.
فهذا الأمر يعكس واقعاً مؤسفاً ويشير إلى الإهمال وعدم الكفاءة في إدارة هذه المنشآت الحيوية.
منذ أن تولى الحوثيون الحكم، تم إهمال كل ما تم إنجازه من قبل، مما أدى إلى تدهور كل البنى التحتية. كما تعرضت المعالم التاريخية للتدمير والإهمال بشكل كبير.
وقد أثبتت هذه السلطة، التي توصف بالإرهابية، عدم قدرتها على الوفاء بأي من التزاماتها، فهي لم تدفع رواتب الموظفين ولم تسمح للمنظمات الدولية بأداء دورها الإغاثي والإنساني.
أنشأت الدولة حواجز مائية بعد استثمار مبالغ كبيرة في تشييدها، لكن الميليشيات لم تولِ أي اهتمام بواجباتها تجاه هذه المنشآت.
خلال فترة حكمهم، تدهورت حالة السدود التي تم تشييدها، وتم تدمير الطرق المعبدة التي كانت قد أُقيمت. ولم تقم الجهات المحلية أو المجتمعات بدورها الفعّال في المحافظة على هذه الإنجازات التي كانت تمثل ثمرة جهود كبيرة. فقد أُقيمت هذه السدود في مناطق متعددة مثل عمران وحجة والمحويت وغيرها من المحافظات في كل من الشمال والجنوب، لكنها لم تُحاط بالرعاية اللازمة للحفاظ على ديمومتها وفوائدها.
للأسف، تعرضت المنشآت الهامة للإهمال وعدم الصيانة اللازمة، مما أدى إلى تأثرها بشكل كبير وتهديد سلامة السكان. وقد شهدنا مثالاً صارخاً على ذلك من خلال ما حدث لسد العقبي في مديرية حفاش التابعة لمحافظة المحويت.
في عصرهم، للأسف انهارت السدود المنجزة وتعرضت الطرق المعبدة للتدهور.
فقد انهار هذا السد في الثلاثين من أبريل عام 2023، مما أسفر عن وفاة أربعة أشخاص نتيجة لهذا الانهيار المفاجئ.
وفي يوم أمس، أدت الأمطار الغزيرة إلى انهيار بعض الحواجز في مديرية ملحان، بنفس المحافظة مما تسبب في وقوع أضرار بشرية ومادية جسيمة.
وقد راح ضحية هذا الحادث المؤسف أكثر من 25 شخصاً
يعود السبب في ذلك إلى أن المليشيات عملت على إغلاق جميع المنافذ التي كانت مخصصة للإصلاحات وتقديم الخدمات الأساسية، والتي تشكل الركيزة الأساسية لحياة المواطن واستقراره.
من بين هذه الخدمات التي تتطلب إصلاحات عاجلة، نجد صيانة الطرقات والحفاظ على البنية التحتية بشكل منتظم، وذلك لضمان استمرارية الخدمات وكيفية استفادة المواطن منها. إن هذه الخدمات تعد ضرورية للحفاظ على مستوى الحياة الملائم، وبالتالي فهي تمثل شريان الحياة للمجتمع.
تسعى هذه المليشيات بكل قوتها إلى تدمير المشاريع التي أُقيمت في اليمن محافظات ومديريات مما يدل على الحقد الذي يملأ قلوبهم. إنهم يحاولون إلغاء كل أثر لهذه المشاريع التي تفيد المواطنين، وهذا يعكس النية السيئة لهذه العصابة الإرهابية التي لم تقدم مشروعًا واحدًا يعود بالنفع على المواطن، بل بالعكس، نجد أنهم يعملون على تدمير كل ما هو مفيد لجعل الشعب يعود إلى عصور قديمة. إنهم لا يريدون أن يظل اليمني شامخًا ومعتزًا بنفسه وبموارده، بل يسعون لإرجاع المرأة إلى أعمال شاقة مثل جمع الحطب والمياه.
تتمثل أهداف المليشيات في محاولتها للسيطرة على كل ما تم تحقيقه من إنجازات في فترة السلطات السابقة قضت على تدميره من خلال إعادة تعليم المرأة والفتيات، حيث قامت ببناء المدارس وإقامة مشاريع المياه، وتشيد الحواجز، وفتح الطرقات، وإنشاء المستشفيات. كانت اليمن في تلك الفترة كخلية نحل، نشطة في مجال البناء والتطوير.
أما اليوم، فإن المليشيات تسعى لتدمير كل مشروع لا يزال قائمًا، في محاولة منها لتخريب ما أنجزه السابقون.
إذا استمروا في الحكم، ستنتهي كل مظاهر جمال اليمن، وستتضاءل الفوائد التي تعود على المواطنين.