مليشيات الحوثي وفقا للتعريف الدولي تعد منظمة إرهابية، لكن المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا لا ترى في الجماعات المسلحة الشيعية المتمردة على الحكومات المعترف بها دوليا والمنتخبة، أنها إرهابية مهددة للسلم والسلام الدوليين وكذلك الجماعات المسلحة الهندوسية أو الكردية، طالما أن تلك الجماعات لا تنتمي هويتها للإسلام السني، لذلك باتت الحقيقة واضحة منذ وقت مبكر أن هذه الجماعات الإرهابية الشيعية التي تحظى برعاية دولية تتقاطع معها في الأهداف الاستراتيجية، إشعال الحروب والفوضى في منطقة الوطن العربي والإسلامي وخاصة الجزيرة العربية.
والحقيقة الأكثر وضوحا أن التوجهات للديانات (المسيحية الغربية واليهودية (الصهيونية) والهندوسية وتتحالف معهم إيران الشيعية) باتوا اليوم أقرب من أي وقت مضى من ضرب قلب العالم الإسلامي ووجهة المليار والنصف مليار مسلم (المملكة العربية السعودية) وتحديدا المدينة ومكة.
إن حالة التمزيق للعالم الإسلامي ومن ثم حالة التمزيق للوطن العربي وحتى وصل الأمر إلى الجزيرة العربية الجاري تمزيقها ليتبقى أمام مخططات الغزاة والمحتلين الجدد جغرافيا (المملكة العربية السعودية).
لا يحتاج الأمر لتنجيم -كما أكرر ذلك دوما- بل يحتاج إلى وقفة صادقة ومصارحة واقعية لإدراك ما يحدث من الأشقاء في السعودية وجزما هم يدركون، كما كنا نحن ندرك خطورة الطلقة الأولى لتمرد مليشيات الحوثي، لكن القيادات والقوى السياسية ذهبت للمزايدات السياسية وتركت ذلك السرطان ينمو وينتشر في الجسد اليمني حتى وصلنا إلى هذا الحال ..
نحن والسعودية في رقعة جغرافية واحدة (الجزيرة العربية) يعني جسدا واحدا، والسرطان الذي انتشر. في بقعة من جسد الجزيرة العربية كما هو الحال في اليمن والعراق لن يقف مكانه بل سينتشر في ربوع جغرافيا الجزيرة العربية.
الطائفة وباء وسرطان صنعه أعداء الإسلام ليدمروا به دول الإسلام ويشوهوا عقائده وصورته الحضارية والإنسانية وتاريخه العظيم أمام العالم.
هذا السرطان (الطائفية الإيرانية) هو السلاح الأكثر فتكا وتدميرا امتلكه الغرب لتدمير العالم الإسلامي والعربي.
وانطلاقا من كل ذلك على النخب السعودية إدراك أن فيلم "حياة الماعز" حتى وأن كان لامس واقعا يمارس في السعودية من قِبل بعض منعدمي الإنسانية، إلا أنه يأتي في سياق سلسلة من الاستهدافات التي ستتعرض لها المملكة عاجلا بمعنى أن ذلك الفيلم يمثل سطرا في سياق سيناريو السقوط المرسوم للمملكة الوقوع في شباكه.
يحتاج الواقع الراهن ومخاطره إلى إعادة ترتيبات أولويات دول المنطقة وفي المقدمة المملكة العربية السعودية، وفقا للمهددات والمخاطر التي باتت تستهدف وجود دول المنطقة والسعودية بصورة خاصة (دولة وجغرافيا) أهم أهداف محور الشر.
فهل هناك من عقلا يعملون على إعادة ترتيب الصفوف والأولويات، أم أن سيناريو سقوط بغداد وبيروت وصنعاء يتكرر نحو الرياض!!