في غمرة الحديث عن روح السادس والعشرين من سبتمبر المجيد، وإشراقات الثورة الخالدة وصناع الجمهورية الأفذاذ.
يتصدر الحضور في الذاكرة الجمعية لليمنيين الهامة الوطنية الرائدة صاحبة السبق في تأسيس الجمهورية ودحر الكهنوت الإمامي البغيض، وقيادة الثورة التاريخية العملاقة في بداية ستينيات القرن العشرين الفادي علي عبد المغني ويحضر بحضوره في سفر النضال الشهيد ناصر الذيباني الذي خاض غمار الدفاع عن النظام الجمهوري في جبال وتباب وأودية وصحاري مأرب والجوف وصنعاء والبيضاء وشبوة ، يصد فلول الإمامة الغزاة وجحافل الاستبداد والفساد لتستعيد الجمهورية القها على ذات الخطى وفي سبيل الوطن الذي رسم مساره النضالي الشهيد علي عبدالمغني .
البيئة النضالية الحرة والجغرافيا الباذخة العطاء التي انجبت الشهيد الخالد /على عبدالمغني هي ذاتها التي أشرقت بناصر الذيباني.
هنالك سر أودعه الله في المناطق الوسطى من اليمن عنوانه الشجاعة المفرطة والتضحية العظيمة والوعي العميق والبسالة النبيلة تلازم في المعاني وكمال في السلوك وقمة في الوطنية.
إنها إب واسطة العقد ودرة التاج اليماني وروح النضال المتجدد.
إب التي نحب والوطن الذي نعشق هداياها غالية شديدة التميز.
عندما تفخر بـ (أبو منير) حق لليمن كلها أن تقول هذا الشهيد المجدد لبطولات أقيال اليمن وصناع التاريخ وكتاب ملاحم نضالات الشعوب في سفر التاريخ المشرق.
ناصر الجمهورية صنو المجد التليد اسم على مسمى وعلم شامخ لا تطاوله كل شماريخ الأرض وأفلاك الثرياء.
يرتجف القلم عندما تذكره بالشهيد البطل علي عبدالمغني والشهيد البطل ناصر الذيباني يشعر اليراع بعجزه وضعفه وقلة حيلته إذ ما حاول الكتابة عن هؤلاء البطال الذي سطروا بأحرف من نور ونار سفر خالد من النضال وقرآن مرتل من التضحية والفداء.
ناصر الذي يملك شجاعة المحارب وحنكة القائد وروح المناضل وبساطة العظماء وسمت الأتقياء وبسالة الثائرين ونبل الشرفاء.
بصم بدمه الزكي وثيقة العهد للوطن الأغلى بصدق المحب ونبل العاشق العفيف سطر كل تلك المعاني ليوثق بروحه الطاهرة قداسة الوطن الذي أحب وروح الجمهورية التي عشق بآيات من التضحية وبسالات الفداء.
ومن ذات الجغرافية النضالية النزاعة للحرية أحد عوامل بناء الشخصية وروافد صناعة القادة تربة صالحة لزراعة أجود أنواع الثمار وولادة لأنبل رجالات الأرض منها وفيها تتحد جينات الحرية وتتوارث بطولات الأمجاد تتوالد من أرض حمير " المناطق الوسطى " من اليمن حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
في قرية المنزلة من سفح جبل عمار المنيف إحدى قرى عزلة عجيب حاضنة النضال التابعة لمديرية الرضمة أحد حواضر ومديرية محافظة إب واسطة عقد الجمهورية اليمنية وفقاسة النضال الجمهوري.
في العام 1968م ولد البطل المغوار اللواء الركن ناصر علي عبدالله صالح الذيباني في سفح جبل يطل على الوادي الذي جاء من مروجه الخضراء الزعيم الوطني قائد الثورة السبتمبرية واحد رواد الجمهورية الشهيد الخالد / اللواء علي محمد حسين عبد المغني المولود في العام 1935م في قرية (المسقاة) في وادي (بنا) من مديرية السدة محافظة إب الباسلة.
في التاسعة من عمره عام 1946م انتقل وهو الفتى اليتيم الذي لا يملك من الدنيا غير أن عظيمة دفعته نحو منابر العلم وإرادة قوية من نفسه أن يكون شيء من المستحيل وقدا ناجزا من أقدار الله النافذة إلى صنعاء لمواصلة دراسته والتحق بمدرسة الأيتام، في مدينة صنعاء وشارك في الأنشطة السياسية، والطلابية، بفاعلية حتى قيام الثورة السبتمبرية الخالدة.
قبل قيام ثورة 48 م بأيام قابل المناضل جمال جميل العراقي قائد الثورة، وبعد حوار جزل عن الحرية وحقوق الشعب وما تعانيه اليمن من ظلم واستبداد الإمامة استشف البطل الثلايا أن اليمن ولادة وأن ميلاد الحرية وان فجر الثورة سوف يسرق يوما ما مادام في اليمن مثل هؤلاء الفتية
قاد ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1956، ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﻃﻼﺑﻴﺔ ﻣﻬﻴﺒﺔ على إثر تعرض ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ، ﻭﺟﻬﺖ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻫﺎﻣﺔ ﻭﺣﺎﺳﻤﺔ ﻟﻺﻣﺎﻣﺔ، والقوى الإمبريالية ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗشهدها ﺻﻨﻌﺎﺀ، الهبت حماس الطلاب وشكلت بداية واعية لنضال مدني طلابي انطلاق وارسى دعائم الوعي بضرورة التفاعل مع القضايا الوطنية والقومية ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺗﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﻭﺳﺠﻦ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ، ﻭﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ تالية ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻨﻪ وعن رفاقه الأحرار .
تخرج علي عبدالمغني من المدرسة الثانوية حاصلا على المركز الأول، وأصدر قرار بتعيينه سكرتيرا خاصا في وزارة المعارف.
التحق بالكلية الحربية في العام 1958 ضمن الدفعة الثانية المعروفة تاريخيًا باسم دفعة علي عبد المغني وتخرج منها متفوقا بالمرتبة الأولى وفي حفل تخرج ألقى كلمة الخريجين ومنحه الأمام أحمد، قلمه الخاص المصنوع من الذهب جائزة لتفوقه، فكانت يد الأقدار تعد هذا الشاب المناضل الذي سيصوغ بقلم جائزة التفوق أهداف الثورة اليمنية الخالدة.
التحق بمدرسة الأسلحة عقب تخرجه من الكلية الحربية مع عدد من خيرة الضباط الخريجين من الكليات العسكرية والأمنية، منهم: رفاق دربه وزملاء نضاله محمد مطهر زيد، ناجي الأشول، حمود بيدر، عبد الله عبد السلام صبرة، أحمد الرحومي، صالح الأشول، سعد الاشول، علي علي الحيمي، عبده قائد الكهالي، أحمد مطهر زيد، أحمد الكبس وآخرين كجيل متميز صنعتهم أيادي القدرة الربانية ليكونوا جيل تحرير اليمن من الإمامة والكهنوت وصانعي أقدس ثورات الأرض.
في ديسمبر/كانون الأول من العام 1961م كان ميلاد تنظيم الضباط الأحرار بعد جهود مكثفة وعمل متواصل أفرزت تكوين هذا التنظيم من طلائع النخبة الشبابية والنضالية اليمنية من طلاب الكلية الحربية، ومدرسة الأسلحة، وضم عناصر من مختلف الاتجاهات السياسية والقوى الاجتماعية الذي أخذ طابع السرية في عمله وتحركاته. وكان علي عبد المغني واحدا من أبرز المؤسسين لهذا التنظيم، وتولى مسؤولية إحدى خلاياه التنظيمية وكانت تضم عشرة أعضاء.
وكان همزة الوصل وقناة الاتصال بين تنظيم الضباط الأحرار والقيادة العربية المصرية، ويتميز بالذكاء الحاد المتقد، وبروح وطنية عالية، واسع الاطلاع، ممتلئًا بالشعور القومي، يملك قدرة كبيرة على تجنيد الشباب للقضية الوطنية والتأثير الفعال في كل من حوله.
نص قسم الانتماء للتنظيم «أقسم بالله العظيم وبالإسلام الذي أدين به، وبكل المقدسات الوطنية، أن أكون جنديًا مُخلصًا في جيش العروبة، وأنْ أبذل نفسي وما أملك فداء لقيادتي، ووطني، وأن أكون مُنقادًا لما تصدر إلي من أوامر، مُنفذًا لها، ما دمت أعلم أنها في المصلحة العامة التي جاء من أجلها الدين، وأنْ لا أخون ولا أفشي سرًا للمنظمة، ولو أدى ذلك إلى استشهادي، والله على ما أقول وكيل».
التقى في ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ 1962، ﺑﺎلرئيس المصري الراحل ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪاﻟﻨﺎﺻﺮ رحمه الله ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺑﺎﺧﺮﺓ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺑﺸﺮﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺳﻔﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺒﺎﺧﺮﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻣﺄﺭﺏ ﻋﺒﺮ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺎﺀ، ﻭﺣﺼﻞ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻮﺩ من القيادة العربية المصرية ﺑﺪﻋﻢ ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ. إثر ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ، ﻧﻈﻢ ﻣﻈﺎﻫﺮات طلابية ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺗﻌﺰ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺃﻏﺴﻄﺲ 1962، احتجاجًا على الأوضاع المتردية والمنعدمة في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحالة الاستبداد والفساد والظلم والاستلاب الحضاري التي كانت سائدة في عهد حكم الأئمة.
وضع خطة الثورة بدقة وقاد تنفيذها باحتراف، وصاغ أهدافها الستة، وكان أهم كتاب بياناتها وأدبياتها، وأول شهيد يسقط من تنظيم الضباط الأحرار في معارك الدفاع عنها.
عضوًا مجلس قيادة الثورة، الذي شكل من خمسة أعضاء؛ هم: المشير عبد الله السلال، وعبد الله جزيلان، والأستاذ عبد السلام صبره، ومحمد إسماعيل المنصور،
علي عبدالمغني القائد العسكري المحترف والثائر السبتمبري الجمهوري الفادي أحد أبرز الضباط الأحرار الثائرين ضد نظام الإمامة الفاسد،
انطلق في الأيام الأولي للثورة لقيادة حملة عسكرية إلى منطقة «حريب» في مأرب لمواجهة الحشود الإمامية بقيادة الحسن بن يحيى حميد الدين، وخاض معركة بطولية في جبهة صرواح بعد أن خطط وأوقد شرارة الثورة انطلق بنفسه للقتال دفاعا عنها واستشهد بعد قيامها بعشرة أيام. في أكتوبر 1962م.
تؤكد المصادر التاريخية أنه القائد الميداني للثورة ليلة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، الظافرة وأنبل شهدائها الأبرار، وضباطها الأحرار ومفكريها العظام.
علم شامخ وقامة سامقة في تاريخ اليمن المعاصر.
ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ "ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ" ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﺩﻳﺐ، ﺇﻥ "ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1962 ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺿﺎﺑﻂ ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻣﻼﺯﻡ ﻳﺪﻋﻰ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻐﻨﻲ".
أما ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، فقد ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﻌﻪ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻋﺎﻡ 1961، ﺇﻥ ﻋﻠﻲ عبدﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻫﻮ ﺯﻋﻴﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﺨﺎﻃﺐ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺕ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ.
من جانبه، ذكر ﺍﻟﻜﺎتب ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻨﻴﻦ ﻫﻴﻜﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻐﻠﻴﺎﻥ" ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺇﻻّ ﻣﺮﺗﻴﻦ: ﻋﻨﺪ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﻣﺼﺮ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺨﺒﺮ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻐﻨﻲ.
وقال عنه ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻼﻝ: "إﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻫﻮ ﻣﻬﻨﺪﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ"
على ذات القيم الثورية والمبادئ الجمهورية قدم أسطورة القوات المسلحة اليمنية الفريق الركن / ناصر علي الذيباني رئيس هيئة العمليات الحربية والقائد الميداني لمعركة الكرامة الوطنية روحه النبيلة فداء للوطن الذي أحبه.
تقف الكلمات عاجزة والعبارات خجولة في تناول مآثر وقصة كفاح وصمود ونضالات هذان البطلان العملاقان، اللذان سطروا ملاحم من البطولة والفداء والتضحية وسفر خالد من النضال الوطني المشرق في سبيل الدفاع عن الجمهورية والسيادة الوطنية وحرية وكرامة شعب اليمن العظيم.
خاض الذيباني في مقدمة الصفوف غمار معركة متصلة لسنوات عدة.
عرفته صحاري اليمن ووديانه وأبت معه تلال اليمن وجباله، وشهدت على نضاله وبسالته كل ذرات الأرض ونسمات الهواء ورونق الشمس فكان سيد الأبطال وأنبل المحاربين.
يدرك كل من عايش هذا البطل أنه استثنائي في كل شيء الشجاعة المفرطة النزاهة العالية الإقدام المبهر القدوة الحسنة، هكذا خلقه الله تبارك وتعالى كبير في كل شيء ومتفاني في سبيل وطنه حد الجنون.
قدم الشهيدان سيرة نضالية أسطورية في محراب معركة الكرامة الوطنية ومثلا مدرسة نضالية متميزة وملهمة لكل الأجيال ومنارة للحرية.
يلتقي الشهيدان في واحدية الانتماء وجغرافيا المولد وقضية النضال وصفات الشجاعة والبسالة والنبل الإنساني والثقافة العالية النزاهة والتجرد في (ذي رعين) ولدا وتفتحت مداركهم وانطلقا منها نحو النضال وكلاهما تميزا وتفوقا علميا والتحقا بالمؤسسة العسكرية عبر اهم وأقدس بوابتها الكلية الحربية.
كان الشهيدان من أبرز خريجي الكلية الحربية اليمنية مصنع الأبطال وقلعة الأحرار وهي المنظومة التي يلتقي فيها البطلان من حيث الجغرافيا المترعة بالنضال والمؤسسة التعلمية العسكرية الصانعة للأبطال والمنتجة لكوادر الاحتراف العسكري.
استشهد البطل الذيباني على جنبات جبل أشم في مأرب الصمود والحضارة والتاريخ يطل على الوادي استشهد فيه عملاق الثورة السبتمبرية علي عبدالمغني.
وفي ذات المعركة الوطنية الممتدة زمان ومكان ومبادئ من أجل اليمن وجمهوريته وحريته فاتحد البطلان مولدا وتعليما وقضية وطنية نضالية ومعركة ذات أهداف وأبعاد وعقيدة قتالية واحدة وجمعتهم ذات الجغرافية الحضارية الصامدة في وجه الكهنوت الذي استشهدا معا على ترابها الطاهر، فجمعت لهم الأقدار وحدة الميلاد والبناء المعرفي والمسار النضالي وجغرافيا القتال والتضحية والاستشهاد.
رحمات الله جل شأنه تغشى روح عملاقي الشهادة ومهندس سبتمبر العظيم وناصر الجمهورية الفادي.
ولكل شهداء ومناضلي اليمن العظيم