ما يجب علينا جميعاً إدراكه وفهمه واستيعابه بيقين راسخ أن مشروع مليشيات الحوثي الإيرانية الانقلابية وفقاً لمعطيات الواقع قد خسر أغلب مقومات البقاء والاستمرار وأن ثمة أيادٍ أخرى استخدمت كل إمكانياتها ونفوذها وثقة الشرعية بها على حماية مليشيات الحوثي من السقوط، وفي السياسة ومصالح الدول يجب التعاطي معها بميزان دقيق وبمعايير تمكنك من البقاء في معادلة المصالح المتبادلة، وفي الحالة اليمنية وميزان المصالح المشتركة بين الجمهورية اليمنية والتحالف العربي كان يفترض على الشرعية اليمنية إدارتها بمسؤولية وطنية كاملة تمنح الحلفاء مصالح متبادلة بقدر واقع المصالح المحققة للشرعية واقعا على الأرض كحالة شراكة منطقية تستقيم من رؤية الأهداف الاستراتيجية المعلنة لطرفي التحالف الجمهورية اليمنية من جهة ودول التحالف العربي من جهة أخرى، وحين نضع ما تم تحقيقه من إنجازات على الواقع وما تحقق من مصالح لطرفي التحالف بعد 9 سنوات، سنجد واقعا مغايرا لا يستقيم مع العقل والمنطق، هل يعقل أن نتائج 9 سنوات من التحالف والحرب أن طرف التحالف العربي نفذ انقلاباً مكتمل الأركان على الرئاسة والحكومة الشرعية ومكوناتها، وعلى أهداف التحالف المعلنة، من هزيمة الميليشيات الحوثية وإنهاء انقلابها وتحرير العاصمة صنعاء، يذهب التحالف إلى تحقيق النقيض فبدلا من هزيمة الميليشيات ذهب التحالف إلى منع هزيمتها رغم توفر كل مقومات هزيمة وانهيار مليشيات الحوثي بعد أن
•• خسرت مليشيات الحوثي حاضنتها
••خسرت مليشيات الحوثي حلفاءها في الداخل
••خسرت مليشيات الحوثي عسكريا حتى وصلت قوات الجيش الوطني أطراف صنعاء ووصلت القوات المشتركة للعمالقة وحراس الجمهورية ومقاومة تهامة وسط مدينة الحديدة
••خسرت مليشيات الحوثي سياسياً ودبلوماسياً
••خسرت مليشيات الحوثي فكرياً وعقائدياً بنشر خرافاتها.. فهاهو الشعب يتمسخر بخرفاتها في كل مديريات الجمهورية.
••فشلت مليشيات الحوثي في إدارة مخرجات الجامعات لصالح رؤيتها الطائفية وخرافاتها العقائدية، ويمكننا القول إنها خسرت كل مكونات المجتمع باستثناء من تربطه بهذه الجماعة الإرهابية مصالح شخصية.
وأقولها جازماً: لم يعد لهذه الجماعة من مقومات البقاء رغم امتلاكها للسلاح بكل أنواعه حتى هذه اللحظة ورغم المتغيرات الميدانية التي فرضها التحالف بالخديعة والخيانة.. والحقيقة التي يهرب من مواجهتها الجميع بمسؤولية أن هزيمة مليشيات الحوثي كانت وفق معطيات الواقع لانتصارات الجيش في العام 2017 وانهيارات تحالفاته الداخلية وافتقاده حاضنته كانت هزيمته محققة، غير أن قيادة التحالف العربي عملت على إعاقة تلك الهزيمة.
ورغم وضوح ذلك يبقى السؤال الذي يفرض نفسه ويبحث الجميع عن الإجابة عنه:
إذا كانت مليشيات الحوثي قد خسرت كل مقومات البقاء.. فلماذا لم تسقط!! بل على العكس تتوسع بعض مكاسبها؟ منذ أوائل العام 2018.. هذا السؤال منطقي ويجب الإجابة عليه، وشخصياً سأجتهد وأترك الباب مفتوحاً لسرد أسباب استمرار مليشيات الحوثي رغم خسارتها لكل مقومات البقاء في النقاط التالية:
1.. غياب قيادة الشرعية وإدارتها للمعركة من خارج اليمن.
2.. سيطرة التحالف على قرار إدارة المعركة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.
3.. خداع التحالف للشرعية وحرفه مسار المعركة.
4.. إنشاء كيانات مسلحة خارج إطار الدولة اليمنية وتمكينها من السيطرة على العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات أخرى.
5.. فرض حصار على الجيش الوطني ومنعه من امتلاك السلاح الثقيل وخاصة المدرعات.
6.. تغذية التحالف للتباينات والخلافات السياسية بين مكونات الشرعية.
7.. تعمد التحالف التواطؤ مع قيادات في الشرعية لتعطيل عمل مؤسسات الدولة الرئاسية والتشريعية والتنفيذية.
8.. تعطيل دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
9.. تعطيل العمل الدبلوماسي للحكومة.
10.. الانقلاب على الرئيس الشرعي ونائبه وتشكيل مجلس رئاسي يحمل في تكوينه كل مقومات الفشل وتعطيل عمل الرئاسة.
11.. ضرب قدرات الجيش الوطني واغتيال قياداته تحت مسمى ضربات خاطئة.
12.. تمكين المليشيات المسلحة من السيطرة على معسكرات الجيش وإمكاناته.
13.. قطع الرواتب عن الجيش الوطني ومحاولة إغراء منتسبيه بالانضمام للمليشيات التابعة للتحالف مقابل مرتبات مغرية.
14.. فرض التحالف وقف العمليات العسكرية في جميع الجبهات بالتهديد (ضرب الطيران) والحصار الاقتصادي.
15.. تخلي النخب السياسية والثقافية والإعلامية عن دورها الوطني واستسلامها لحالة التدجين التي استلبتها الإرادة.
وعند الوقوف على ما ذُكر أعلاه نجد أن عملية التنفيذ كانت بناءً على خطط معدة بإتقان وتم التنفيذ بمنهجية سلبتنا كل مقومات النصر ومنعت عن مليشيات الحوثي الهزيمة رغم وجود كل عوامل السقوط وقدرته على الصمود، والتي كانت أولى شرارات تلك الخديعة اتفاق (ستوكهولم) وجنيف 1 وجنيف 2 حتى الوصول إلى محادثات الخيانة والخديعة والغدر (ظهران الجنوب).
هل عرفتم إذاً من يحافظ على بقاء مليشيات الحوثي؟ ومن أطال عمر هيمنتها على هذا الشعب؟!
ولكن ورغم ذلك أقولها بيقين المؤمن إن هذه المليشيات انتهت وخسرت كل مقومات بقائها .. وأن زوالها بإذن الله أقرب مما نتوقع.
ويمكرون ويمكر الله.. والله خير الماكرين.