معركتنا الجارية ليست مجرد معركة مع مليشيات حوثية انقلابية، بل معركة مع المشروع الفارسي الصهيوني الطائفي الذي يستهدف عقيدتنا الإسلامية الصحيحة أولاً ووحدة الأمة الإسلامية والعربية واستقرار وأمن دولها.
تقاطع المصالح بين المشروع الفارسي والصهيوني تكاد تكون متطابقة وأن محور الخلاف بينهما حول خارطة النفوذ لكلا المشروعين.
لذلك فإن معركة الشعب السوري ضد مليشيات فارس المدعومة من روسيا وبغطاء النظام السوري، وكذلك معركة الشعب العراقي مع الاحتلال الفارسي الطائفي المدعوم أمريكيا، ومعركة الشعب اللبناني ضد الهيمنة الفارسية الممثلة بحزب الله الطائفي، تعد معركة واحدة،
لذلك فإن كل تلك المعارك التي يخوضها الشعب السوري واليمني والعراقي واللبناني يجب أن تكون في سياق استراتيجي لتتحول إلى معركة متناغمة وموحدة وإذا كان ثمة صعوبة لوحدة المعركة عسكرياً، فإن الضرورة تفرض سرعة توحدها ووحدتها فكرياً وسياسياً في خطاب إعلامي موحد ضد المشروع الفارسي الأكثر إجرامية.
قتلت إيران في العراق ملايين العراقيين ودمرت كل معالم الحياة والعلم والثقافة والتاريخ، وفي سوريا قتلت أكثر من مليون سوري وشردت الملايين وأكثر من مائة ألف مخفي لايُعرف مصيرهم.
وفي اليمن قتلت إيران أكثر من نصف مليون يمني وهجرت الملايين ودمرت المدن وكل ممكنات الحياة ووضعت الشعب في سجن كبير غير قادر على ممارسة حياته الطبيعية للعيش بأقل ممكنات الحياة الكريمة.
وفي لبنان كذلك قتلت إيران من الشعب اللبناني مالا يمكن عده وحصره، كما عملت على تعطيل كل أدوات الحياة، وتسببت في تهجير شعب بأكمله وبعد كل ذلك يأتي من يتحدث عن إيران الداعمة للمقاومة الفلسطينية، وعن إقامة سلام مع إيران ومليشياتها.!
قمة الانحطاط الأخلاقي والقيمي وانعدم لأبسط ملامح الإنسانية، أن تطالب فئة معينة من هذه الشعوب أن تطوي صفحة قرابة 4 مليون قتيل وضعفها جرحى ومئات الآلاف من المخفيين قسرا، وتشريد قرابة 15 مليون إنسان في أربع دول عربية وتدمير بناها التحتية وإفقار شعوبها، للقبول بالتعايش مع القتلة إيران ومليشياتها الطائفية،
ومن الذي يمتلك الحق في التنازل عن دماء 4 مليون مسلم عربي قتلتهم إيران الفارسية وأدواتها وأذيالها، وتدمير هوية وتاريخ وحاضر ومستقبل أكثر من ثمانين مليون عربي في أربع دول عربية،
أكذوبة المشروع الإيراني الذي يرفع شعار الحرب على أمريكا وإسرائيل سقط منذ أكثر من عشرين عاماً، حين ذهبت إيران لدعم الاحتلال الأمريكي لأفغانستان.
لقد كانت إيران الأشد طلباً وإلحاحاً من الأمريكان على البقاء في أفغانستان وعدم الانسحاب، لتأتي اليوم مدعية دعم القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين، وكان ذاكرة الشعوب والتاريخ مثقوبة، لا يذكر ولم يدون التاريخ المجازر التي ارتكبتها إيران الفارسية في حق الفلسطينيين ومازالت ترتكبها في مخيمات سوريا والعراق ولبنان.
الكثير ممن زاروا أفغانستان سواء إبان الاحتلال السوفيتي أو الاحتلال الأمريكي يؤكدون تعاون إيران مع كلا الاحتلالين، كما أن قادة إيران الفارسية أعلنوا ذلك بكل وضوح، والعراق أيضاً شاهدا آخر على تحالف إيران مع الاحتلال الأمريكي والصهيوني.
إيران تتناغم مع كل المشاريع التي تستهدف الإسلام والدول الإسلامية، والحديث عن إمكانية إقامة علاقات صداقة بين دول المنطقة وإيران يعد حديثاً مخادعاً، ووقوع في شراك وشباك الغدر والخديعة لإيران الفارسية.
والشاهد اليوم أن ما تقدمه إيران ومليشياتها في المنطقة من مزاعم دعم للمقاومة الفلسطينية في غزة مقارنة بإمكانياتها العسكرية وإمكانية مليشياتها، لا يعد عن كونه نوعاً من أنواع التقية للضحك على العوام من الشعوب ومحاولة خاسرة لتبييض جرائمها التي تتساوى مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
إن وحدة معركة الوعي والخطاب الإعلامي برؤية عقائدية وفكرية لمواجهة المشروع الإيراني على امتداد ساحة المواجهة من سوريا إلى اليمن ومن العراق إلى لبنان مرورا بالبحرين، يجب أن تتحول إلى واقع يسقي هذا المشروع الفارسي هزائم لا حصر لها.
يجب على الثوار في سوريا والجيش الحر التعاطي مع الحرب في اليمن على أنها معركة واحدة وعلى الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل ومكونات الشرعية التعاطي بذات الرؤية، وفي لبنان والعراق وكل ساحات المواجهة مع المشروع الفارسي ، المعركة معركة الجميع
بيان اتحاد علماء المسلمين، الأخير حمل في جوفه توصيفاً شرعياً لحقيقة المشروع الفارسي، ويجب التعاطي معه بأبعاده المختلفة والعميقة لتعبئة الشعوب الإسلامية ،
نحن في اليمن علينا الإدراك أن لا مجال أمامنا إلا أن نخوض معركتنا مع أذيال الفرس الحوثيين، ببعدها الشمولي من منطلق آنها واقعا معركة الأمة العربية والإسلامية الكبرى مع المشروع الفارسي الصهيوني، وأن خيارات السلام مع إيران وأذيالها وأذنابها منعدمة.
وهذه الواقعية في التعاطي مع المشروع الفارسي الإيراني يدعونا إلى أخذ التهديدات التي أطلقها ذيل إيران في اليمن (عبدالملك الحوثي) متوعداً بمعركة وحرب برية ضد ما أسماهم "الأعداء" وأن لديهم مفاجآت، والأعداء الذين توعدتهم إيران على لسان زعيم مليشياتها هو الشعب اليمني وخصوصا (الجيش الوطني وما تبقى من مناطق الشرعية)، كما أن على المملكة العربية السعودية التعاطي مع تلك التهديدات بأنها موجهة لها أيضا ولا يجب أن تتغافل عن واقعية العقيدة الإيرانية الفارسية ومليشياتها أنها العدو العقائدي الأول لثورة الخميني.
إذاً علينا أن نستعد لخوض معركة ميدانية على الأرض فاصلة ومصيرية ولن تبقى تلك المعركة في حدود جغرافيا اليمن فحسب بل ستنتقل إلى الشمال السوري، والمناطق الكردية السنية في العراق، يصاحبها مزيدا من التمدد والهيمنة الإيرانية في لبنان..
هذه المعركة لن تتوقف ولن تصمت مدافعها حتى ينتصر الإسلام على الباطل ويتم القضاء على منبع الفتنة وتقطع كل الأذرع الفارسية الطائفية من أوطاننا العربية والإسلامية، والنصر لنا بإذن الله.