صنعاء تفتح أبواب البلاد لتدفق إيراني غير مسبوق تحت غطاء السياحة الدينية، في بلاد لا توجد بها مراقد شيعية ولا أثار تاريخية تتصل بالمذهب.
صنعاء المختطفة تسلِّم مقودها بالكامل للإيراني، يعبث بهويتها ووحدة البلاد الاجتماعية المتعايشة مع ذاتها، وينقلها إلى وضع لن يقود إلا إلى مزيد من الإحتراب، وتفكيك أوصال أو ما بقي من أوصال لم يتم تقطيعها بعد، والعبث بها وتفكيك تماسكها.
إيران جربت التغيير الديموغرافي في سوريا، ونجحت، تدخلت بالتركيبة السكانية، هجَّرت سكان المدن وأتبعت قاعدة الإحلال القسري، وهو ما ستفعله أو شرعت به في اليمن، بفتح أبواب التوطين في المناطق ذات الكثافة المذهبية المغايرة، أو تلك التي تمانع في الإنخراط بعملية التشييع الممنهج.
السياحة الدينية في بلاد لايوجد بها ما يُزار، هو مخطط سياسي لتعضيد الرقم الحوثي وحاضنته الطائفية، وتحويلة من نسبة معزولة لا تتخطى الواحد في المئة إلى جماعة مهيمنة وآكثرية ساحقة، وهو مالم يُقاوم حتى الآن ويتم تمريره بسلاسة وبالأدوات الناعمة.
في هذا التوطين الجديد وتحت هذا الغطاء، سيتم تمرير الخبراء العسكريين وكتائب الحرس الثوري، وبه تغدو اليمن مزرعة إيرانية وملحقة بسلطة خامنئي، ما يهدد ليس اليمن وحده بل ويفتح على أطماع متجددة تجاه ثروات ومقدسات دول الجوار.
مراقدكم ليست في اليمن، وهذا اليمن لن يقبل بقلب الديموغرافية والتلاعب بالخارطة الإجتماعية، بتحويل الأكثرية إلى أقلية في مناطق سيطرة جماعة تؤمن بالتبعية والولائية لإيران، لا بالوطن والعيش المشترك.
السياحة الدينية الإيرانية هي غزو مذهبي سياسي عسكري وإن بعنوان مموهٍ ومختلف.