كنا ومازلنا نقول إن ثورة 26 سبتمبر هي ثورة الشعب بالكامل وشاركت فيها جميع فئات الشعب.
فبطلنا الليلة هو المناضل (محمد مطهر زيد) اليمني الهاشمي. فقد ولد في قضاء كشر بمحافظة حجة. وبعد أن بدا دراسته في القرية انتقل إلى مدرسة وشحة العلمية في نفس المحافظة. ثم إلى صنعاء لمواصلة الدراسة.
وفي عام 1957م انخرط في الجيش ودخل الكلية الحربية وبعد تخرجه عام 1960م التحق بمدرسة الأسلحة تخصصه مدفعيه. وتعين مدرسا وقائدا لجناح المدفعية في مدرسة الأسلحة.
وفي عام 1961م انتمى إلى تنظيم الضباط الأحرار وأصبح بعدها أمينا لسر التنظيم.. كان له الدور الكبير ليلة السادس والعشرين من سبتمبر. فقد كان مرابطا على رأس قوة من المدفعية في مواقع بالقرب من مقبرة خزيمة. عند (جسر الصداقة) وعندما أوشكت الذخيرة على النفاد لدى الثوار وخاصة ذخيرة الدبابات.
استبسل حراس قصر البشائر في الدفاع عنه وأمطروا الثوار بكافة أنواع الأسلحة. ومع ظهور ضوء الفجر بدأت معالم قصر البشائر تظهر بوضوح فما كان من بطلنا هذا إلا توجيه رفاقه بقصف القصر بقذائف المدفعية وشارك هو بنفسه في ذلك. واستطاع بمهارته المتميزة أن يصيب الهدف ويسكت مقاومة الحرس الإمامي ويدمر الواجهة الجنوبية للقصر وإحراقها وإجبار البدر مع حرسه على الهروب فيما بعد. كما ذكر ذلك العميد صالح الأشول في كتابه (حقائق ثورة سبتمبر اليمنية.).
وقد كُلف بعدها البطل محمد مطهر زيد على رأس مجموعة لمطاردة الإمام البدر. وقاد العديد من الحملات العسكرية. في شهر نوفمبر من نفس العام عين عضوا في مكتب العمليات الحربية. وفي مايو 1963م عين عضوا في مجلس الرئاسة. وفي عام 64م أصدر الزعيم السلال قرارا بتعيينه رئيسا لأركان الجيش اليمني. ومع ذلك خرج ليقود المعارك بنفسه وتوجه إلى منطقة المحابشة في لواء حجة وخاض هناك معارك عنيفة مع القوات الإمامية حيث حشد الإماميون أكبر قواتهم إلى هناك. فشتتهم بطلنا وضرب تجمعاتهم حتى أجبرهم على التقهقر والهروب وأولهم البدر الذي كان يقود المعارك بنفسه هناك.
ظل رئيس الأركان يقود المعارك من وسط الميدان دفاعا عن الثورة حتى سقط شهيدا في شهر يوليو عام 64م في منطقة ما بين حرض ورازح وتم دفنه هناك وبعد أسبوع تم نقل جثمانه إلى صنعاء، وفي جنازة رسمية وشعبية تم مواراة جثمانه في مقبرة الشهداء.
رحمك الله يا محمد مطهر زيد، ها نحن نتذكرك بكل إجلال وفخر بعد عشرات السنين من رحيلك. فأنت لست اسما لمدرسة في صنعاء فحسب، بل أنت مدرسة تحمل معاني كثيرة للأجيال في بلادك اليمن..